العاشر والاربعين.
ـ ليلة الوحشة ، البكاء ، العزاء التقليدي ، المواساة
عاشوراء :
وهو يوم العاشر من محرم يوم استشهاد الحسين وابنائه واصحابه في كربلاء. كان يوم العاشر من المحرم في الجاهلية عند العرب من الاعياد الكبيرة وكانوا يصومونه. وكان عيد تفاخر وفرح واحتفال ، يرتدون فيه افخر ثيابهم ويتخضّبون وينشرون الزينة. ولما شرع الاسلام صوم شهر رمضان نسخ صوم ذلك اليوم. وقيل ان سبب تسميته بعاشوراء يعود الى ان الله كرّم في هذا اليوم عشرة أنبياء (١).
يعتبر هذا اليوم لدى الشيعة يوم حزن وعزاء على استشهاد الحسين عليهالسلام الذي يعد اكبر مصيبة وقعت على آل الرسول ، وفرح فيه اعداء الاسلام وأهل البيت ، وصار يوم مأتم ومواساة لشيعة آل الرسول يبكون فيه قتلى هذا اليوم. قال الامام جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام : «وأما يوم عاشوراء فيوم اصيب فيه الحسين عليهالسلام صريعا بين أصحابه وأصحابه حوله صرعى عراة» (٢).
وقال الامام الرضا عليهالسلام : «من كان عاشوراء يوم مصيبته وبكائه جعل الله عزوجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره» (٣). وجاء في زيارة عاشوراء : «اللهم هذا يوم تبرّكت به بنو أميّة وابن آكلة الاكباد ...».
دأب ائمّة الشيعة على احياء ذكرى هذا اليوم ، حيث يقيمون فيه المآتم ويبكون على مصرع أبي عبد الله عليهالسلام ، ويزورونه فيه ويحثّون شيعتهم على زيارته ، وكان يوم حزن لهم ، ومن جملة الآداب المتعارفة في مثل هذا اليوم اجتناب اللذّات ، والكفّ عن العمل ، والحزن والبكاء ، وعدم الأكل والشرب حتى الظهر ،
__________________
(١) حياة الامام الحسين ٣ : ١٧٩ ، نقلا عن «الانوار الحسينية».
(٢) بحار الانوار ٤٥ : ٩٥.
(٣) بحار الانوار ٤٤ : ٢٨٤ ، وسائل الشيعة ١٠ : ٣٩٤.