مختلفة من القبائل والاقوام المختلفة وخاصة في المنازل على طريق الكوفة الى الشام ، وحتّى القرى منع قسم منها دخول الاشخاص الذين يحملون رءوس الشهداء على الرماح الى قراهم ، وحصونهم (١).
ـ مراحل نهضت عاشوراء ، السبي
منع العزاء :
في اعقاب وفود الافكار الغربية الى العالم الاسلامي وانتشار ظاهرة التغريب الفكري ومحاربة الدين ، حوربت أيضا بعض الشعائر والتقاليد الدينية في هذه البلدان. وكان منع اقامة شعائر العزاء على الحسين واحدا من تلك الاساليب ، وشنت ضد هذه الشعائر هجمة ثقافية واتخذت ضدّها اجراءات عملية.
ففي ايران مثلا منعت مجالس العزاء على الحسين عدّة سنوات في عهد الشاه رضا خان ، وخبا بريق الحسينيات والتكايا مؤقتا ، فكانت شعائر العزاء تقام حينها في البيوت خفية وقبل شروق الشمس وبعيدا عن عيون وجواسيس الشاه رضا خان. وكان هؤلاء اذا شكّوا بأحد قبضوا عليه أو قد يتركونه بعد الحصول على الرشوة. وكان الناس يضطرون أحيانا للتنقّل من فوق السطوح لوصول الدور التي تقام فيها مجالس العزاء خفية خوفا من رجال السلطة ، أو ربما كان بعضهم يذهبون إليها متنكّرين فاذا ما دخلوها ارتدوا ثيابهم الحقيقية.
استخدمت في هذه المجابهة الاساليب الاعلامية ، وأساليب القوّة والقهر أيضا. فبعض المتغرّبين سخّروا لها أقلامهم ، ورضا خان سخّر لها الجنود والجواسيس. وفي هذا الصدد كتب بعض المتغربين يقول : «اينما تذهب تجد مجالس العزاء قائمة. فهل ان آلام المرء قليلة حتّى ينقل وقائع حصلت قبل الف سنة ويبكي عليها ، اضافة الى انه يترك عمله وينشغل بأمور لا طائل من ورائها؟» ، وجاء في مصدر آخر : «بعد ان استولى رضا خان على زمام الامور نقل موضع عزاء الجيش الى تكية الحكومة فكان ذلك سببا لاضعافها والتقليل من شأنها حتّى تركت