بارض كرب وبلاء ، اورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء. فعلى مثل الحسين فليبك الباكون. فان البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام» (١).
وقال الإمام الحسين عليهالسلام : «انا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلّا بكى» (٢) ، وبكى الإمام السجاد عليهالسلام على الإمام الحسين عليهالسلام عشرين سنة ، ولم يوضع بين يديه طعام إلّا وبكى (٣).
وقال الإمام الصادق عليهالسلام : «كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين» (٤).
ان البكاء والابكاء والتباكي كله حسن وله أجر وثواب. وذكرت للبكاء على الحسين فضائل كثيرة منها : ان الدموع تنطفئ لظى جهنم ، والجزع على مصيبة سيّد الشهداء امان من العذاب فيها اذا لم تكن ذنوب الانسان بالقدر الذي لا يمنع بلوغه الفيض الالهي ، والدموع التي تظهر الارتباط الروحي والعقائدي والعاطفي مع خط الائمة وسيد الشهداء لا بد وانها تخلق لدى الانسان الارضية لتصبح لديه حصانة من الذنوب.
قال الشهيد المطهري في هذا المجال : «البكاء على الشهيد مشاركة له في ملحمته ، وتجاوبا مع روحه ، وانسياقا وراء نشاطه وحركته ... والإمام الحسين عليهالسلام بشخصيته الجليلة ، وشهادته البطولية ملك قلوب ومشاعر مئات الملايين من الناس ، ولو انتدب جماعة على هذا المخزن الهائل والنفيس من المشاعر والمعنويات ، اي ان الخطباء لو استثمروا هذا المخزون العظيم بشكل صحيح لاجل ايجاد حالة من الانسجام والتناسق والتناغم بين الارواح والروح الحسينية الكبيرة
__________________
(١) بحار الانوار ٤٤ : ٢٨٣.
(٢) نفس المصدر السابق : ٢٧٩.
(٣) بحار الانوار ٤٦ : ١٠٨.
(٤) بحار الانوار ٤٥ : ٣١٣.