أمّ وهب :
هي بنت عبد ، وزوجة عبد الله بن عمير الكلبي من قبيلة بني عليم ، لمّا عزم زوجها على الخروج من الكوفة لنصرة الحسين ، تعلقت به ليصطحبها معه. والتحقوا ليلا بانصار الحسين في كربلاء ، وفي يوم الطف حينما برز زوجها للقتال ، تناولت هي عمودا وبرزت إلى القتال ، إلّا أن الإمام الحسين ردّها وقال : ليس على النساء جهاد ، وبعد مقتل زوجها سارت إليه ومسحت التراب عن وجهه. فأرسل إليها الشمر غلاما ضربها على رأسها بعمود فقتلها (١).
ـ عبد الله بن عمير
أما النصر وأما الشهادة :
في ثقافة عاشوراء يعتبر كل من النصر والشهادة فتحا ، والفتح أشمل من النصر العسكري ، واستنادا إلى ما يؤكده القرآن فانّ كلا الحالتين فتح «احدى الحسنيين» ، والمجاهدون في سبيل الله منتصرون سواء قتلوا أم قتلوا. والنصر يتحقق في ظل العمل بالتكليف ، كان الحسين بن علي عليهماالسلام في شوق بالغ إلى الشهادة ، حتّى انّه كما قال الإمام الباقر عليهالسلام : «لما نزل النصر على الحسين بن علي حتّى كان بين السماء والارض ثم خيّر : النصر أو لقاء الله ، فاختار لقاء الله» (٢) ، فهو عليهالسلام كان يعتبر الشهادة نصرا أيضا ، لأن فيها الفوز الابدي من جهة ، واحياء الدين من جهة اخرى.
وقال الإمام الحسين نفسه : «اما والله انّي لارجو ان يكون خيرا ما اراد الله بنا ، قتلنا أم ظفرنا» (٣).
ـ الفتح ، حب الشهادة ، دروس من عاشوراء
__________________
(١) نفس المصدر السابق : ٤٨٢ ، وانصار الحسين : ٦١ نقلا عن تاريخ الطبري.
(٢) اصول الكافي ١ : ٤٦٥.
(٣) أعيان الشيعة ١ : ٥٩٧.