السجّاد عليهالسلام له ختمت حياته بالشهادة. وكان متواريا عن انظار الامويين مدّة من الزمن ، وقتل في عهد مروان ودفن بالكوفة في مقبرة بني اسد.
دعا له الإمام الباقر عليهالسلام بالقول : «لا زلت مؤيّدا بروح القدس ما ذببت عنّا أهل البيت».
قال الكميت في البائية من الهاشميات في رثاء شهيد كربلاء :
قتيل بجنب الطف من آل هاشم |
|
فيا لك لحما ليس عنه مذبّب |
ومنعفر الخدّين من آل هاشم |
|
الا حبّذا ذاك الجبين المترّب (١) |
وروي انّه جاء إلى الإمام الباقر عليهالسلام في أيّام التشريق واستأذنه في انشاد قصيدة في أهل البيت ، فأنشدها ، فبكى أبو جعفر عليهالسلام وبكى الحاضرون ، ثم رفع يديه بالدعاء وقال : «اللهمّ اغفر للكميت ما قدّم وما أخّر وما أسرّ وما أعلن وأعطه حتّى يرضى» (٢).
الكناسة :
اسم لحي في الكوفة كان فيه سوقها ومركز تجارتها ، ويقع بين مسجد السهلة ومسجد الكوفة. وكان يصلب فيها من يحكم عليهم بالقتل. وفي هذا الموضع جهّز علي عليهالسلام جيشه وسار به إلى معركة صفّين. وأعدّ فيه الإمام الحسن عليهالسلام جيشه أيضا. وفي هذا الموضع جهزّ ابن زياد الجيش الذي بعثه لقتال الحسين عليهالسلام. فيه كذلك صلب جسد مسلم بن عقيل ، وجسد الثائر الكبير «زيد بن علي» مدّة أربع سنوات.
كنانة بن عتيق التغلبي :
من شهداء كربلاء وهو في عداد ممّن استشهدوا في الحملة الاولى. كان كهلا
__________________
(١) ادب الطف ١ : ١٨٧.
(٢) منتهى الآمال ١ : ٢١٣.