مكّة ومنها إلى كربلاء ، نقل ابن الأثير والطبري انّه كان في ليلة عاشوراء يصلح السلاح ، ومع انّه كان شيخا كبيرا إلّا انّه استأذن الإمام يوم الطف ، ولكن الإمام أطلق سراحه وأعفاه وأذن له بالانصراف ، فقال للحسين : والله انّ ريحي لمنتن ، وانّ حسبي للئيم ، ولوني اسود ، فتنفّس عليّ بالجنّة فتطيب ريحي ، ويشرف حسبي ، ويبيضّ وجهي ، لا والله لا افارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم (١).
ثمّ قاتل حتى قتل ، فوقف عليه الحسين وقال : اللهمّ بيّض وجهه ، وطيّب ريحه ، واحشره مع الأبرار ، وعرّف بينه وبين محمد وآل محمد.
وروي عن الباقر ، عن السجّاد عليهماالسلام : انّ الناس كانوا يحضرون المعركة ويدفنون القتلى ، فوجدوا جون بعد عشرة أيّام تفوح منه رائحة المسك.
نسب إليه رجز كثير ، من جملته انه كان يقول (٢) :
كيف ترى الكفار ضرب الاسود |
|
بالسيف ضربا عن بني محمد |
أذبّ عنهم باللسان واليد |
|
ارجو به الجنّة يوم المورد |
ـ اسلم التركي
جوين بن مالك الضبعي :
من أنصار الحسين الذين استشهدوا بكربلاء ، ورد اسمه في زيارة الناحية المقدّسة ، قيل : انّه كان في أول أمره في جيش عمر بن سعد ، ثمّ التحق بالحسين ، وقاتل معه وقتل في الحملة الاولى. أشار البعض إلى انّ اسمه هو جوير بن مالك أو حوي بن مالك (٣) ، وخلط البعض بينه وبين جون مولى أبي ذر.
الجهاد :
من المعطيات ، والأهداف ، والحوافز ، والدروس ، والرسالة الرئيسية لواقعة
__________________
(١) اعيان الشيعة ٤ : ٢٩٧ ، انصار الحسين : ٦٥ ، بحار الانوار ٤٥ : ٢٢.
(٢) بحار الانوار ٤ : ٢٣.
(٣) انصار الحسين : ٦٦.