فقيل لعبيد الله بن الحر الجعفي. وكان معه الحجّاج بن مسروق الجعفي وزيد بن معقل الجعفي. فارسل الحسين الحجاج إليه يدعوه. لكنه اعتذر. فسار إليه الحسين وكلمه : فاعاد مقالته على الحسين واعتذر عن نصرته ، وابدى استعداده لتقديم فرسه ، فقال له الحسين : لا حاجة لنا فيك ولا في فرسك (١).
وهكذا حرم هذا الرجل نفسه من كرامة الشهادة مع سيّد الشهداء ، ولم يفز بفيض الحياة الأبدية في ظل الشهادة. وخرج الحسين من قصر مقاتل ليلا واتّخذ مسيره على يمين الطريق حتّى بلغ كربلاء. وهذا المنزل يسميه بعض المؤرخين بقصر بني مقاتل أيضا.
ـ عبيد الله بن الحر
القضيب :
غصن مقتطع من شجرة ، وغالبا ما يكون رقيقا يحمله الشخص بيده للاشارة به إلى شيء أو شخص. كان بيد يزيد قضيب من الخيزران اخذ ينكث به على شفاه وثنايا رأس الحسين عليهالسلام عند ما وضع بين يديه (٢). وقد أنكر عليه بعض الحاضرين هذا العمل.
القطا :
ضرب من الحمام ذوات اطواق شبه الفاختة والقماري.
يمتاز ببصر حاو ، لذا فانه يستطيع تحديد موقع الماء من مسيرة عشرة أيّام.
ومن صوته تستدل القوافل على وجود الماء في موضع ما. ويضرب به المثل على الارشاد والدلالة على الطريق ؛ فيقال : «هو اهدى من القطا ، أو هو اصدق من القطا». وفي يوم العاشر لما جاء أبو عبد الله عليهالسلام إلى الخيام ليودّع عياله للمرّة الأخيرة قالت له بنته سكينة : يا أبه ردّنا إلى حرم جدّنا. فقال : «هيهات لو
__________________
(١) الحسين في طريقه إلى الشهادة : ١٢٠ ، مقتل الحسين للمقرم : ٢٢٢.
(٢) مروج الذهب ٣ : ٦١.