جاء في تحليل حادثة قطع الرءوس ، في كتاب «انصار الحسين» ان قطع الرءوس لم يكن جريمة حربية مجرّدة ، بل كان عملا سياسيا يعكس عمق البغض والعداء ، ولغرض ارهاب الناس الآخرين ليعتبروا بقطع الرءوس ولكي لا يتجرّأ أحد بالتفكير بمعارضة الامويين ، وليعلم انّ رأسه سيقطع ويرفع على الرماح مثل هذه الرءوس. وكان فعلا مشينا غرضه الحطّ من قدسية سيّد الشهداء عليهالسلام.
يعتقد البعض انّ عددا من هذه الرءوس (حوالي ١٦ رأسا) مدفون في «الباب الصغير» في الشام ، ومن جملتها رأس علي الاكبر ، ورأس حبيب بن مظاهر ، ورأس الحرّ بن يزيد.
ـ الباب الصغير ، رأس الإمام الحسين ، نقض اصول الحرب
رؤيا أمّ سلمة :
عند ما علم رسول الله صلىاللهعليهوآله انّ الحسين سيقتل بكربلاء ، اعطى لأمّ سلمة قارورة فيها تراب من أرض كربلاء ، وقال لها : متى ما رأيت هذا التراب امتلأ دما عبيطا فاعلمي ان الحسين قد قتل.
وبعد سنوات طويلة مرت على هذه الحادثة ، ولما عزم الحسين على المسير إلى العراق ، اخذت مشاعر القلقل تساور أمّ سلمة ، فكانت تنظر إلى تلك القارورة في كل يوم وتقول : سيكون اليوم التي يتحول فيه هذا التراب إلى دم يوم عظيم!
وفي يوم عاشوراء رأت رسول الله صلىاللهعليهوآله في المنام وهو مغبرّ الوجه والرأس ، ولمّا سألته عن سبب ذلك قال : لقد شهدت مقتل الحسين ، فهبّت أمّ سلمة من نومها وصاحت : قتل الحسين ، وقصّت رؤياها على نساء بني هاشم.
وأقامت أمّ سلمة منذ ذلك اليوم مجلس العزاء على سيّد الشهداء (١) ، وبعد تلك الرؤيا نظرت إلى القارورة فوجدتها مليئة بالدم.
ـ أمّ سلمة
__________________
(١) حياة الإمام الحسين ٣ : ٣١٦ ، مقتل الحسين للمقرّم : ٣٦٩.