العدد (١). ومثلما وضعوا رأس يحيى في الطشت ، ذبحوا الحسين بن علي أيضا في كربلاء (٢) ، ولعلّ هذا التشابه هو الذي جعل الإمام الحسين يذكر يحيى بن زكريا في كلّ موضع يحلّ فيه أو يرحل عنه ، وقال في أحد الأيّام ، انّ من هوان الدنيا أن يهدى رأس النبي يحيى إلى بغي من بغايا بني اسرائيل (٣).
ـ رأس الإمام الحسين ، الثأر ، ثار الله ، كهيعص
ذو الجناح :
اسم فرس الإمام الحسين عليهالسلام الذي ركبه يوم عاشوراء. سمّي بذي الجناح لسرعته. بعد سقوط الإمام الحسين على الارض صار هذا الفرس يذبّ عنه ويهجم على فرسان العدو وقتل جماعة منهم (٤) ، بقي الحسين على ظهر الفرس غاية جهده ، واستمرّ يحارب ويقاوم. لكنّه سقط آخر الأمر من على ظهر الجواد على ارض الطفوف.
بعد مقتل الإمام لطّخ الفرس ذؤابته بدمه ، وتوجّه نحو الخيام وهو يصهل ويضرب الأرض برجله ليخبر أهل البيت باستشهاده ، فعرفت النساء مقتل الإمام وعلا صراخهن (٥).
جاء في بعض الأخبار انّ فرس الإمام هام على وجهه بعد استشهاد الإمام وابتعد عن النساء وألقى بنفسه في ماء الفرات واختفى (٦).
ذكر هذا الفرس في زيارة الناحية المقدسة باسم «الجواد» : «فلما نظرن النساء إلى الجواد مخزيا والسرج عليه ملويّا خرجن من الخدور ناشرات الشعور ،
__________________
(١) عوالم الإمام الحسين : ٦٠٧.
(٢) المناقب لابن شهرآشوب ٣ : ٢٥٣.
(٣) عوالم الإمام الحسين : ٦٠٨ ، بحار الانوار ٤٥ : ٢٩٨.
(٤) المناقب لابن شهر اشوب ٤ : ٥٨.
(٥) بحار الانوار ٤٥ : ٦٠.
(٦) تذكرة الشهداء للملّا حبيب الله الكاشاني : ٣٥٣.