ما انفك نداء هل من ناصر؟ يدوي الى الآن وعلى مدى الأيام في أسماع التاريخ ، ويثير الضمائر الحية عند الاحرار دعوة الصمود ومقاومة الظلم ومناصرة دين الله ، ونصرة ولي الله ، وكل من يسمع استنصار حجة الله ولا يلبّيه فهو من أهل النار.
التقى الامام الحسين في طريقه الى الكوفة بشخصين فدعاهما الى نصرته لكنهما تذرّعا بانّ عليهما دينا وانهما كبيرا السن من اجل ان لا يصحباه ، فقال لهما : «فانطلقا فلا تسمعا لى واعية ولا تريا لي سوادا ، فانّه من سمع واعيتنا أو رأى سوادنا فلم يجبنا ولم يغثنا كان حقا على الله عزوجل ان يكبّه على منخريه في النار» (١).
اشتهرت هذه الجملة بصورة «هل من ناصر ينصرني؟» ، وهي في المصادر التاريخية لم تكن على هذه الشاكلة على وجه الدقّة ، بل تختلف قليلا ، أو وردت بصورة اخرى من قبيل : «هل من ذابّ عن حرم رسول الله؟ هل من موحّد يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله في اغاثتنا؟ أما من طالب حق ينصرنا؟» (٢) ، «هل من ذابّ يذبّ عن حرم رسول الله؟» (٣) ، «أما من مغيث يغيثنا لوجه الله؟». «هل من ناصر ينصر ذرّية الأطهار؟» (٤) ، أو غيرها من العبارات الاخرى.
ـ كل يوم عاشوراء ، عبيد الله بن الحر ، دروس من عاشوراء
همام بن غالب ـ الفرزدق :
الهودج :
محمل له قبّة كانت النساء تركب به ؛ وهو يوضع على الحمل أو البغل
__________________
(١) موسوعة كلمات الامام الحسين : ٣٦٩ نقلا عن ثواب الاعمال.
(٢) حياة الامام الحسين ٣ : ٢٧٤.
(٣) بحار الانوار ٤٥ : ٤٦.
(٤) ذريعة النجاة : ١٢٩.