المطلوب لأهل البيت.
اهل البصرة اليوم اغلبهم من الشيعة الاثني عشرية ، وبعضهم اخباريون. ويسكن البصرة من غلاة الشيعة الشيخية والصوفية.
البصيرة :
من الخصائص الفكرية والعملية لأنصار الإمام الحسين في ثورة الطف هي البصيرة وصواب الرأي. ورد وصف «أهل البصائر» في النصوص الدينية والمعارف الاسلامية اشارة لأصحاب القلوب الحيّة والمعرفة العميقة للحقّ والباطل ، وللامام والحجّة الإلهية ، وللطريق والمنهج ، والعدو والصديق ، والمؤمن والمنافق.
أصحاب البصيرة لهم رؤيا صائبة ، يضعون أقدامهم على الطريق بوعي ونباهة واختيار ، ولجميع اعمالهم ومواقفهم جذور اعتقادية واسس دينية ، وجميع مواقفهم مبدئية لا انتهازية ولا نفعية ، وليست منبثقة من التعصّب القومي والجاهلي ، وهم لا يستثارون بالدعايات الباطلة الخدّاعة ، ولا يستجيبون لسلطان القهر.
يرى أهل البصيرة طريقهم بوضوح بلا اي لبس أو ابهام ، وهم على ثقة ببطلان ادعاء عدوّهم ، لا يبيعون انفسهم لعوامل الاغراء ولا الارهاب ، ولا يتخلّون عن معتقدهم وجهادهم ، ولسيوفهم وجهادهم عمق عقائدي. وهم كما قال علي عليهالسلام : «حملوا بصائرهم على أسيافهم» (١).
أمثال هؤلاء الوعاة العارفين حاربوا إلى جانب علي عليهالسلام ضد معاوية ، ودافعوا في كل الأحوال عن الإمام الحسن عليهالسلام ، وفي يوم الطف بذلوا أرواحهم فداء للحسين ودفاعا عن القرآن. وهذا ما يتّضح جليّا من خلال كلماتهم ورجزهم وأقوالهم. كانوا يعتبرون الإمام الحسين اماما واجب النصرة ولا بدّ
__________________
(١) نهج البلاغة ، صبحي الصالح ، الخطبة ١٥٠.