دروس الالتزام والجهد والتحرك السياسي منها. وعلى أية حال فانّ الجانب المهم في شعر عاشوراء ان يكون موثوقا وصحيحا ويستند إلى المصادر المعتبرة في التاريخ والحديث ، هذا من جهة ، ومن جهة اخرى ان يكون خاليا من الصور السلبية والمنحرفة التي تطبع شخصيات واحداث واقعة عاشوراء بالذلة والاستخفاف ، أو التي تقدّم صورا تتّسم بالمبالغة ، وغير ذلك.
ـ المدائح والمراثي ، ادب الطف ، عاشوراء والشعر الفارسي
الشفاعة :
وتعني التشفّع لدى الله لغفران الذنوب ، وهي مكانة كريمة منّ بها الباري جلّ شأنه على النبيّ والائمة والعلماء والشهداء. ويرى المفسرون ان تعبير «المقام المحمود» الذي ورد في القرآن يعني الشفاعة. وأحد الشفعاء هو الحسين عليهالسلام. وشفاعة الحسين تؤدي إلى نجاة المذنبين من عذاب جهنّم في الآخرة ، وتؤدّي في الدنيا إلى فوز وفلاح محبيه ومن يحزنون على مصابه.
قال رسول الله : «كل عين باكية يوم القيامة إلّا عين بكت على مصاب الحسين فانّها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنّة» (١). وجاء في الاحاديث ان رسول الله صلىاللهعليهوآله تلقّى البشرى من الله بانّ جزاء شهادة الحسين من ربّه الشفاعة لمذنبي الامّة.
الامام الحسين بن علي هو شفيع الشيعة ، فقد جاء في الزيارة : «وان شفعت شفّعت» (٢). «فكن لي شفيعا» (٣). «اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود» (٤). وجاء في الحديث : «ثلاثة يشفعون إلى الله عزوجل فيشفّعون : الأنبياء ، ثم العلماء ،
__________________
(١) بحار الانوار ٤٤ : ٢٩٣.
(٢) مفاتيح الجنان : ٤١٩ ، اعمال الضريح الشريف لسيد الشهداء عليهالسلام.
(٣) نفس المصدر : ٤٤٢ ، زيارة النصف من رجب.
(٤) نفس المصدر : ٤٥٨ ، زيارة عاشوراء.