وعلي الأكبر ، وحبيب بن مظاهر مدفونة فيها. وقال البعض انّها مدفن لسبعة عشر رأسا من رءوس شهداء كربلاء ، وقد بني عليها ضريحا ونقش عليه أسماء عدد من الشهداء. ويعتقد البعض انّ قبر عبد الله بن جعفر ، زوج زينب ، هناك. ويرى مؤلّف «أعيان الشيعة» انّ دفن رءوس تلك الشخصيات الثلاثة الكبيرة هناك امر مقبول ويقول : الظنّ قوي بصحّة نسبته لأن الرءوس الشريفة بعد حملها إلى دمشق والطواف بها وانتهاء غرض يزيد من اظهار الغلبة والتنكيل باهلها والتشفي لا بد ان تدفن في أحد المقابر فدفنت هذه الرءوس الثلاثة في مقبرة باب الصغير وحفظ محل دفنها (١).
برير بن خضير الهمداني :
من شهداء كربلاء ، وكان من جملة أصحاب الحسين الاوفياء ، ومعروفا بالزهد والورع ، وكان قارئا ومعلّما للقرآن ، ومن كبار شجعان الكوفة ، وهو من قبيلة «همدان» ، يعتبر برير من التابعين وكان يعرف بسيّد القراء ، كان يكثر من قراءة القرآن والعبادة في مسجد الكوفة ، وله منزلة مرموقة بين قبيلة همدان وعند أهل الكوفة. سعى كثيرا لصرف عمر بن سعد عن موالاة ومناصرة الأمويين لكنه لم يفلح (٢).
سافر عام ٦٠ للهجرة من الكوفة إلى مكة والتحق بالامام الحسين وسار معه إلى الكوفة ، وفي يوم التاسع من محرّم كان يمازح عبد الرحمن بن عبد ربه من شدّة بهجته بقرب استشهاده ، وكان ممّن نهض وتحدّث في ليلة العاشر معلنا عن استعداده للبذل والتضحية في نصرة الحسين عليهالسلام.
وفي كربلاء تحدّث عدّة مرّات مخاطبا جيش العدو ، وكلماته في نصرة سيد الشهداء معروفة ، وبرز إلى القتال في يوم الطف وتكلّم في ذمّ جيش عمر بن سعد.
__________________
(١) اعيان الشيعة ١ : ٦٢٧.
(٢) أنصار الحسين : ٦١.