فضيلة كبيرة ، هي زيارته في يوم العاشر من المحرّم ، سواء بالحضور عند قبره في كربلاء ، أم قراءة الزيارة عن بعد. قال الإمام الصادق عليهالسلام : «من زار الحسين عليهالسلام يوم عاشوراء وجبت له الجنّة» (١). وجاء في حديث آخر عن زيارة ذلك اليوم : «من زار قبر الحسين يوم عاشوراء كان كمن تشحّط بدمه بين يديه» (٢).
اشتهرت الزيارة التي أمر الأئمة عليهمالسلام بقراءتها يوم عاشوراء ب «زيارة عاشوراء» ولقراءتها في كل وقت وفي كل يوم آثار وبركات كبيرة. وهذه الزيارة علّمها الامام الباقر عليهالسلام لعلقمة بن محمد الحضرمي ، ومتى ما شاء الزائر يشير إلى جهة كربلاء ويزور الإمام عن بعد ، بعد ان يصلي ركعتين ، ويقرأ في الزيارة : «السلام عليك يا ابا عبد الله ، السلام عليك يا ابن رسول الله ...» إلى آخر الزيارة ، ونصّها موجود في كتب الزيارة. وهذه الزيارة تجديد للعهد يوميا لشيعة الحسين مع مولاهم وهي مشفوعة بالتولي والتبرّي ، وتحدد الخط الفكري والسياسي للزائر في مقابل اتباع وأعداء الإسلام وأهل البيت. واعلان للتضامن والصلح والسلام مع انصار طريق الحسين ، واعلان للحرب والجهاد ضد أعداء الحق.
زيارة عاشوراء هي ولاية الدم وبراءة السيف ، والمناصرة في الساحة لكي تنتهي المحبة الداخلية إلى جهاد خارجي ، وتتحول البراءة القلبية الى كراهية علنية ، وهي اعلان للولاء والبراءة تجاه تياري الحقّ والباطل في كل زمان ومكان.
ـ الزيارة
زيارة كربلاء :
انّ أفضل وأقدس الزيارات في العقيدة الاسلامية والروايات الواردة هي زيارة مرقد سيّد الشهداء في كربلاء ، ولم ترد مثل هذه التأكيدات والتوصيات بشأن
__________________
(١) كامل الزيارات : ١٧٤ ، المزار للشيخ المفيد : ٥٢.
(٢) كامل الزيارات : ١٧٤.