د
دار الامارة :
ويراد بها مقر الحاكم أو الوالي أو الأمير ، وكانت تقام في أغلب المدن التي يوجد بها أمير أو وال إلى جانب المسجد ، لكي لا تكون بعيدة عن موضع اقامة الصلاة والقاء الخطب ، وفي الكوفة كانوا يطلقون على مقر إقامة ابن زياد ، اسم دار الامارة ، أما الاجتماعات العامّة فتقام في المسجد الجامع ، وبعد مقتل الإمام الحسين عليهالسلام جيء بسبايا أهل البيت إلى هذا الموضع في الكوفة ، وجرى فيه ذلك الكلام بين ابن زياد والعترة الطاهرة.
تعتبر بناية دار الامارة في الكوفة هي أقدم بناية حكومية شيّدت في الإسلام. بناها سعد بن أبي وقاص : «وقد اندثرت معالمها كما اندثرت جميع معالم الكوفة ما عدا الجامع. وقد اهتمت مديرية الآثار العامة في العراق بالتعرف عليه فكشفت في مواسم مختلفة اسسه. وقد أظهرت نتائج الحفريات التي اجريت عليه انّه يتألّف من سور خارجي يضمّ أربعة جدران تقريبا طولها ١٧٠ مترا ومعدل سمكها ٤ أمتار ، وتدعم كلّ ضلع من الخارج ستّة أبراج نصف دائرية باستثناء الضلع الشمالي حيث يدعمها برجان فقط والمسافة ٦٠ / ٢٤ متر وارتفاعها حوالي ٢٠ مترا ان البناء المحكم والهندسي لهذا القصر جعله محمي من كل غزو خارجي. وتقع إلى جانب ابوابه الرئيسية غرف اعدت للسجن ، وفي جانب منه مطابخ القصر» (١).
__________________
(١) حياة الإمام الحسين بن علي ٢ : ٣٥٧ (الهامش).