روي عن الإمام الصادق عليهالسلام انّه قال : «حرم قبر الحسين عليهالسلام خمس فراسخ من اربعة جوانب القبر» (١).
كما روي عنه أيضا انّه قال : «حرم الحسين الذي اشتراه : اربعة اميال في أربعة أميال فهو حلال لولده ومواليه وحرام على غيرهم ممّن خالفهم ، وفيه البركة» (٢).
لقد كان الضريح الوضّاء لأبي عبد الله عليهالسلام كعبة لقلوب محبّيه ، وامنيتهم الكبرى هي زيارته ، وهذه الجاذبة لم تخبو يوما الجذوة المتّقدة من جميع الضغوط التي كانت تفرض على طريق زيارة مرقده الشريف على امتداد التاريخ ، إلّا انّ القلوب كانت تهفو خفّاقة شوقا له. وخلال سنوات الدفاع المقدس في ايران الاسلامية كانت احدى التطلعات الكبرى التي يستلهم منها أبطال الإسلام معاني التضحية في مجابهة المعتدين هي الوصول إلى كربلاء وتحرير حرم الإمام الحسين من سيطرة البعثيين.
ـ كربلاء ، الزيارة ، الحائر ، قبر الإمام الحسين ،
الضريح هدم قبر الإمام الحسين ، الغاضرية
حرملة :
هو حرملة بن كاهل الأسدي الكوفي ، قاتل رضيع الإمام الحسين المسمّى ب «علي الاصغر» أو «عبد الله الرضيع» ، وهو في حضن أبيه أو على يديه (٣).
يروي المنهال انّه لما اراد الخروج من مكّة بعد واقعة الطف بسنوات ، التقى هناك بالامام السجاد. وسأله الإمام السجاد عليهالسلام عن حرملة ، فقال : هو حي بالكوفة ، فرفع الإمام يديه وقال : «اللهمّ أذقه حرّ الحديد ، اللهمّ أذقه حرّ النار». ولما قدم المنهال إلى الكوفة قصد المختار ، وبينما هو عنده اذ جاءوه بحرملة ، فأمر
__________________
(١) بحار الانوار ٩٨ : ١١١ ، سفينة البحار ٢ : ١٠٣ ، المزار للشيخ المفيد : ٢٥.
(٢) مجمع البحرين ، كلمة حرم.
(٣) بحار الانوار ٤٥ : ٤٦.