للعمرة. كان فيه عين ماء ومسجد. وعرف بهذا الاسم لوجود جبل إلى يمينه يسمى جبل الناعم ، ولمّا نزل فيه الإمام الحسين عليهالسلام في مسيره الكوفة لقي قافلة قادمة من اليمن تحمل بضائع ليزيد. فاستولى عليها ، ويبدو انّ هدفه كان الاضرار الاقتصادي بالعدو. أمّا رجال القافلة فقد خيّرهم الإمام بين المسير معه إلى كربلاء أو ان يدفع لهم اجرة الطريق ليسيروا حيث ما شاءوا ، وقد سار معه جماعة منهم (١).
ـ الخطط العسكرية والاعلامية
تنور خولي ـ خولي :
التوّابون :
اسم اطلق على طائفة من شيعة الكوفة قاموا للمطالبة بثأر الحسين عليهالسلام. فبعد واقعة كربلاء أحسّ الشيعة بالخطإ الفادح بخذلانهم الحسين عليهالسلام ، ورأوا انّ هذا الخذلان لا يغسله إلّا قتل من قتله أو القتل في سبيله ، وأكثروا من البكاء على الحسين ، وسمّوا أنفسهم التوّابين. وبالرغم من انّ حركتهم قد بدأت خلال الأشهر الاولى من السنة التي قتل فيها الحسين ، ولكن ظهورها قد تأخّر ولم يعلنوها في وقتها لعدم توفّر الأجواء المناسبة. وكانوا خلال تلك الفترة قد اختاروا سليمان بن صرد الخزاعي زعيما لهم ، وكانوا يجتمعون في داره ، ويجتمعون الأموال والأسلحة ، ويهيّئون الرجال والأنصار. ولم يزالوا على تلك الحال إلى انّ هلك يزيد بن معاوية. وكان عددهم قد بلغ حينذاك أربعة آلاف شخص. فثاروا وكان شعارهم «يا لثارات الحسين» ، وعسكروا في النخلية ليسيروا من هناك إلى الشام. وكان قيامهم في عهد مروان بن الحكم. في يوم الأربعاء الثاني والعشرين من شهر ربيع الثاني (٢). توجّهوا إلى قبر الحسين ، فلمّا وصلوا صاحوا صيحة واحدة ، فما رأي يوم اكثر باكيا منه وقالوا : «يا رب إنّا خذلنا ابن بنت نبيّنا فاغفر لنا ما مضى ، وتب علينا
__________________
(١) الحسين في طريقه إلى الشهادة : ٢٦ ، تاريخ الطبري ٤ : ٢٨٩.
(٢) انصار الحسين للشيخ محمد مهدي شمس الدين : ٢٠٥.