(١) قبل ان يتوجّه الحسين بن علي إلى كربلاء أودعها علم وسلاح النبي وودائع الامامة لكي لا تضيع وكانت المطالبة بها دليل الامامة ، وقد سلّمتها للامام السجاد عليهالسلام (١) ، وهذا انصع دليل على رفعة مكانتها عند أهل البيت.
كان لدى أمّ سلمة اطّلاع مسبق من رسول الله صلىاللهعليهوآله عن واقعة كربلاء ؛ اذ كان صلىاللهعليهوآله قد اعطاها ترابا جعلته في قارورة وقال لها : متى ما رأيت هذا التراب صار دما فاعلمي انّ ولدي الحسين قد قتل. وفي احدى الليالي رأت أمّ سلمة رسول الله صلىاللهعليهوآله في المنام وهو مكتئب وعليه ثياب مغبرّة ، وقال لها انني قادم من كربلاء ومن مدفن الشهداء. فنهضت من نومها ونظرت إلى القارورة فوجدت انّ التراب صار دما ، وعلمت انّ الحسين قد قتل ، وارتفع صوتها بالبكاء والعويل فاجتمع جيرانها وأخبرتهم الخبر (٢). وحفظوا تاريخ ذلك اليوم وكان العاشر من شهر محرّم. وبعد عودة أهل البيت إلى المدينة ، وجدوا تاريخ تلك الرؤيا متطابقا مع يوم استشهاد الإمام. وهذه القصّة معروفة في الاخبار والروايات بحديث القارورة.
بعد واقعة كربلاء اقامت المآتم على شهداء كربلاء وكان بنو هاشم يسيرون لتعزيتها باعتبارها الوحيدة المتبقّية من زوجات رسول الله. توفّيت أمّ سلمة بعد واقعة كربلاء ببضع سنوات (ورد في أحد الأخبار إنّها توفّيت عام ٦٢) عن ٨٤ عاما ودفنت في البقيع.
ـ رؤيا أمّ سلمة ، الدم العبيط
أمّ كلثوم :
بنت أمير المؤمنين ، واخت زينب والحسين. ولدت في السنوات الأخيرة من عمر النبي صلىاللهعليهوآله. كانت امرأة فاضلة وفصيحة ومتكلمة وعالمة. ذكروا
__________________
(١) اصول الكافي ١ : ٢٣٥ ، اثبات الهداة ٥ : ٢١٦ ، بحار الانوار ٢٦ : ٢٠٩.
(٢) بحار الانوار ٤٥ : ٨٩ و ٢٢٧ و ٢٣٢ ، اثبات الهداة ٥ : ١٩٢ ، أمالي الصدوق : ١٢٠.