كان شعار الحسين عند القتال «الموت اولى من ركوب العار» (١) ، وفي قيظ يوم عاشوراء واشتداد حر الرمضاء ، لما رأى الحسين عليهالسلام هجوم الجيش على خيام عياله صاح : «ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان! أن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا احرارا في دنياكم وارجعوا إلى احسابكم اذ كنتم أعرابا» فناداه شمر : «ما تقول يا ابن فاطمة؟» قال : «أقول انا الذي اقاتلكم وتقاتلوني ، والنساء ليس عليهن جناح فامنعوا عتاتكم من التعرّض لحرمي ما دمت حيا» (٢).
وهذا أيضا شاهد آخر على مروءته ونبله ، فهو ما دام حيّا لم يكن قادرا على رؤية العدو يهجم على عياله ، وقد شوهدت هذه الغيرة وهذه الحمية من الامام الحسين عليهالسلام وأنصاره في ساحة القتال يوم العاشر من محرّم ، وهذه السجية قد استقاها من أبيه أمير المؤمنين عليهالسلام الذي قال بعد ان غلب العدو وانتزع منه شريعة الفرات ، لا تفعلوا فعل العدو ولا تمنعوا عنهم الماء لاجل ارغامهم على الاستسلام : «خلّوا بينهم وبين الماء» (٣) ، ولكن لؤم معاوية دعاه إلى منع الماء عن جيش علي عليهالسلام في صفين (٤) ، ومن خسّة يزيد انه منع الماء عن جيش الحسين بن علي عليهالسلام ، فالحسين قد ورث الشهامة عن علي ، ويزيد ورث الخسّة عن معاوية.
ـ التحرر ، ثقافة عاشوراء ، شعارات عاشوراء ، دروس من عاشوراء
شهداء كربلاء ـ أصحاب الامام الحسين :
شهربانو :
هي بنت يزدجر آخر ملوك الفرس ، اسرها المسلمون في عهد عمر بن الخطّاب
__________________
(١) حياة الامام الحسين ٣ : ٢٧٧.
(٢) بحار الانوار ٤٥ : ٥١.
(٣) شرح ابن أبي الحديد ٣ : ٣١٩.
(٤) نهج البلاغة ، الخطبة ٥١ (شرح صبحي الصالح).