للقضاء على نهضة مسلم بن عقيل بعد أن بايعه شيعة الكوفة.
بقي سرجون الرومي في البلاط الأموي بمنصب الكاتب في عهد مروان بن الحكم ، وعبد الملك بن مروان. ولما رأوا منه بعض التقصير والتهاون عزلوه باسلوب مخادع لطيف من قبيل تعريب الديوان بعد ان كان يكتب باللغة الرومية (١).
سر خلود عاشوراء :
واقعة كربلاء لا تضاهيها أيّة واقعة اخرى في خلودها وبقائها حيّة في الأذهان ، وفي مدى شمولها واتساعها الزماني والمكاني ، ولم يبق تيار متلاطم على مدى التاريخ مثل عاشوراء. وسر ذلك يكمن في جملة من القضايا منها :
١ ـ إلهية العمل : فالعمل الذي أقدم عليه الامام الحسين عليهالسلام وأدّى إلى استشهاده كانت دوافعه والنوايا الكامنة وراءه لله وفي سبيل الله. وكل ما كان لله يكتب له الخلود والبقاء. فنور الله لا ينطفىء ، والجهاد في سبيل الحقّ يبقى ممتدا على الدوام ، والقيام في سبيل الله لا تنسى وقائعه ولا ينطفىء نوره لأن صبغته إلهية ونوره ربّاني.
٢ ـ دور سبايا أهل البيت في كشف الحقائق : كلّ ثورة تستلزم ساعدا ولسانا ، دما ورسالة ، عملا وإعلاما. وخطب زينب والسجاد عليهماالسلام والبقية الباقية من واقعة كربلاء أثناء سبيهم كان لها دور مهم في فضح حقيقة العدو وافشال اعلامه الكاذب ، وتوعية الناس على حقيقة الثورة وماهية شخصية أبي عبد الله عليهالسلام وشهداء الطف. وهذا ما جعل الأمويين عاجزين عن إسدال الستار على جرائمهم أو محوها من الأذهان.
٣ ـ الإحياء والذكر : وردت في وصايا أهل البيت تأكيدات كثيرة بالبكاء على الحسين وشهداء كربلاء ، وأن يكثروا من النياح وقراءة الاشعار والمراثي
__________________
(١) العقد الفريد ٤ : ٢٥٢.