واستأذنه ، فبكى ولم يأذن له اولا ، وقال : «يا أخي أنت صاحب لوائي واذا مضيت تفرّق عسكري» (١).
ـ العباس بن علي
حامل لواء الحسين ـ العباس بن علي :
حبّ الشهادة :
من جملة المقدمات البارزة في ثورة عاشوراء ، والمعنويات العالية للحسين وانصاره هو عنصر حب الشهادة ، اي اعتبار الموت في سبيل الله احدى الحسنيين ونافذة لبلوغ مقام القرب الالهي ورؤية جنات الخلود ، وهذا ما يجعلهم يتعطشون لا دراك فضيلة الشهادة.
وقد صرح الحسين عليهالسلام بهذا في الخطبة التي قال فيها : «خط الموت ...» ، وانتقى انصاره بقوله : «ومن كان فينا باذلا مهجته فليرحل معنا» وسار بهم نحو منحر الشهادة.
وهكذا يتفاوت استقبال الموت مع الانتحار ؛ لأن الاول قائم على ادراك اسمى من فلسفة الحياة ، بينما الانتحار والقاء النفس إلى التهلكة حرام شرعا. واستقبال الموت في سبيل القيم السامية مشروع ومعقول. وحتى اذا علم الانسان انّه سيستشهد في المواجهة فان موته ليس انتحارا لان التكليف يفرض احيانا التضحية بالنفس في سبيل الدين ، لأن الدين اغلى من الانسان.
وحل هذا اللغز (اختيار الموت عن وعي) إلّا من خلال ادراك وفهم اعلى من الحياة والكرامة الانسانية. وذهاب الإمام الحسين عليهالسلام إلى كربلاء مع علمه بمقتله يعزى إلى هذا الفهم. فهو عليهالسلام يرى الموت خيرا من الحياة بذل : «لا أرى الموت إلّا سعادة والحياة مع الظالمين إلّا برما».
__________________
(١) معالي السبطين ١ : ٤٤١.