وسمع أيضا من نوح الجن عليه الشعر التالي :
أيا عين جودي ولا تجمدي |
|
وجودي على الهالك السيّد |
فبالطف أمسى صريعا فقد |
|
رزئنا الغداة بأمر بدي |
وجاءت امثال هذه المراثي في كتب المقتل وكتب الروايات (١).
قال الشهيد المطهري في هذا المجال : «في القمقام تم نقل قسم كبير من مراثي الجن بصورة الشعر ، ولا يستبعد ان تكون هذه الأبيات الشعرية قد نظمت من قبل المحبّين والشيعة ، خاصة وانها تعبّر عن حنين وعمق في الاحساس والعواطف. ولكن لمّا كان الوضع لا يحتمل التصريح بتلك العلاقة في زمن الحكومات التي كانت تطارد الشيعة والمحبين لآل البيت ، فانّ أصحابها كانوا ينشرونها على انّها من أشعار الجن. وبهذا كانوا يخفون على النظام من جهة ، الجهات الحقيقية الناظمة لها ، ويجعلون الناس تحفظها وترددها بسهولة أكثر من اخرى» (٢).
من الطبيعي ان الأشعار على لسان الجن تختلف عن موضوع العزاء والبكاء عليه من قبل الملائكة.
ـ الملائكة البواكي
نهب الخيام :
بعد مقتل الحسين عليهالسلام هجم جيش عمر بن سعد على الخيام ونهبها واضرم النار فيها ، فهربت النساء والأطفال في الصحراء وهم حفاة حواسر مسلبات باكيات. وان المرأة لتسلب مقنعتها من رأسها وخاتمها من اصبعها وقرطها من اذنها والخلخال من رجلها (٣) واخذ رجل قرطين لأم كلثوم وخرم اذنها. وجاء آخر الى فاطمة بنت الحسين فانتزع خلخالها وهو يبكي. قالت له : ما لك تبكي؟ قال : مالي
__________________
(١) من جملتها : بحار الانوار ٤٥ : ٢٣٣ (باب نوح الجن عليه) وسفينة البحار ١ : ١٩٠.
(٢) الملحمة الحسينية للشهيد المطهري ٣ : ٣٤٤.
(٣) مقتل الحسين للمقرّم : ٣٨٥.