النصح ، فرماه الشمر بسهم ، وجرى حوار بينه وبين الشمر (١).
وفي ظهيرة يوم العاشر وقف هو وسعيد بن عبد الله يقيان الإمام من السهام حتّى ينهي صلاته. وبرز بعدها إلى القتال ، وقاتل قتال الأبطال وكان حينها يرتجز قائلا :
انا زهير وانا ابن القين |
|
اذودكم بالسيف عن حسين |
انّ حسينا أحد السبطين |
|
من عترة البرّ التقي الزين |
ذاك رسول الله غير المين |
|
اضربكم ولا ارى من شين |
يا ليت نفسي قسمت قسمين (٢) |
ودافع عن الحسين ـ كما قال ـ حتى قتل ، ووقف الحسين عند رأسه ودعا له ولعن قاتليه.
الزيارة :
وتعني الحضور عند تربة أحد الأئمة أو أبناء الأئمة أو الشهداء ، والذهاب إلى المشاهد الشريفة ، والعتبات المقدّسة. انّ زيارة النبي والأئمّة في حال حياتهم لها فضل وتأثير كبير ، أمّا بعد مماتهم أو استشهادهم وفيها بناء للذات وثواب كثير.
وردت تأكيدات كثيرة على زيارة الرسول صلىاللهعليهوآله ، والزهراء عليهاالسلام ، والأئمّة المعصومين ، وشهداء آل محمد ، والعلماء والصالحين. قال الإمام الصادق : «من زارنا في مماتنا كأنما زارنا في حياتنا» (٣).
زيارة الأئمّة تعبير عن اجلال مكانتهم ، والسير في طريقهم والانقياد لمواقفهم ، ومواصلة خطّهم ، وتجديدا للعهد معهم ، ووفاء لولايتهم ، واحياء لذكرهم ولتعاليمهم. قال الإمام الرضا عليهالسلام : «انّ لكلّ إمام عهدا في عنق أوليائه
__________________
(١) انصار الحسين : ٣٧.
(٢) اعيان الشيعة ٧ : ٧٢.
(٣) بحار الانوار ٩٧ : ١٢٤.