وشيعته ، وانّ من تمام الوفاء بالعهد وحسن الاداء زيارة قبورهم ...» (١).
ومثل هذه الزيارات اضافة إلى ما تتركه من تأثيرات تربوية ونفسية على الزائر نفسه ، ودليل على معرفته لأولياء الله وهداة الدين ، فإن لها تأثير كبير في إحياء أمر الأئمة ونشر العقيدة الانسانية والتربوية لتلك الشخصيات المثالية في المجتمعات البشرية ، والالتفاف حول خطّ القيادة والولاية ، وخاصة في الاوقات التي يسعى فيها حكّام الجور والاستبداد والانحراف لمحو آثار الأئمة وذكرهم ، فهنا تكون الزيارة بمثابة عمل ثوري وايجابي ، ونوعا من المواجهة مع السلطات الجائرة.
اكّدت الكثير من الاحاديث على ان زيارة الأئمة في غربتهم ، وخاصة إذا اقترنت الزيارة بالخوف والخطر ، لها ثواب اكثر ، وإذا كان طريق الزائر بعيدا وتتخلّله صعوبات ومشاق فانّه يحصل على أجر اكبر (٢).
ان لزيارة بيت الله ، والمرقد النبوي الشريف ، وقبور المؤمنين والصالحين فضائل كثيرة. وزيارة اتباع الحقّ لمثل هذه الاماكن المقدّسة ترسّخ ايمان الزائر وتشعره بنوع من الارتباط والتواصل معهم ، وتلهمه مفاهيم الدعوة الى الخير ، والدفاع عن الحقّ ، والشهادة في سبيل الله.
والزيارة في حقيقتها وسيلة من وسائل التقرّب إلى الله عزوجل.
تدخل الزيارة في نطاق سلطان القلب ووادي الشوق والمحبّة ، وتعبّر عن شعور رفيع ، وترجمان لمحبّة قبيلة. والحضور إلى جانب اولياء الله ومراقدهم تزوّد بكيمياء «النظر». الزيارة معناها الاستلهام من تلك القدوات وتعظيما للشعائر ، وتقديرا للتضحيات ، وتكريما لمعاني الاخلاص. والزائر إنمّا يقف امام الفضائل
__________________
(١) بحار الانوار ٩٧ : ١١٦ ، وسائل الشيعة ١٠ : ٣٤٦.
(٢) راجع في هذا المجال : بحار الانوار ٩٧ ـ ٩٩ ، من لا يحضره الفقيه ٢ ، كامل الزيارات ، عيون اخبار الرضا ، المزار للشيخ المفيد ، الغدير ٥ ، وسائل الشيعة ١٠ ، ميزان الحكمة ٤ ، مصباح الزائر ، مصباح المتهجّد وغيرها.