حديقة السعداء :
كتاب مقتل باللغة التركية دوّنه «فضولي البغدادي» (م. ٩٣٢) ، وقد تم تأليف هذا الكتاب بعد صدور اول كتاب مقتل باللغة الفارسية تحت عنوان «روضة الشهداء» من تأليف الملا حسين واعظ الكاشفي (م. ٩١٠).
ـ الكاشفي ، المقتل ، كتب حول عاشوراء
الحر بن يزيد الرياحي :
وهو من جملة شهداء عاشوراء الأجلّاء. وكان من الشخصيات البارزة في الكوفة ، دعاه ابن زياد لمقاتلة الحسين وانتدبه على ألف فارس. يروى انّه لمّا خرج من قصر الامارة لهذه المهمّة نودي من خلفه : ابشر يا حرّ بخير (١).
لقي الإمام الحسين في منزل «قصر بني مقاتل» أو منزل «الشراف» ، واعترض مسيره إلى الكوفة ، وظل يسايره إلى كربلاء. ولمّا رأى الحرّ انّ القوم عازمون على حرب الحسين ، تذرّع بأنّه يريد سقي فرسه في صباح يوم العاشر ، وفارق جيش ابن سعد والتحق بركب الحسين ، ووقف بين يدي الحسين معلنا توبته ، ثم استأذنه للبراز.
انّ هذا الاختيار المثير ، واختيار الجنّة على النار ، قد جعل من شخصية الحرّ شخصية محبوبة وبطولية.
تقدّم الحرّ إلى العدو وكلّمهم بأبلغ القول ووبّخهم على محاربة الحسين ، وقد أوشك كلامه أن يثير بعض جيش ابن سعد ويصرفهم عن حرب الحسين ، فرماه جيش العدو بالسهام. فعاد إلى الحسين. وبرز بعدها إلى الميدان وقاتل قتال الأبطال حتى استشهد. وكان عند القتال يرتجز ويقول :
انّي أنا الحرّ ومأوى الضيف |
|
أضرب في أعناقكم بالسيف |
__________________
(١) قاموس الرجال ٣ : ١٠٣ ، أمالي الصدوق : ١٣١.