والتشابيه يؤدي بعضهم دور النعش فيسقط على الأرض بلا حراك للتذكير باجساد شهداء كربلاء. وفي العزاء يعرضون النعوش عادة والى جانبها السهام المدمّاة والسيوف المكسورة ، وهو ما يعكس وضعا طبيعيا عن القتلى في ساحة المعركة ، وترافقها أيضا طيور أو حمامات ملطّخة بالدم كرمز لا يصال خبر الشهادة الى المدينة.
ـ التشابيه ، المواساة
النعمان بن بشير :
كان النعمان بن بشير واليا على الكوفة في المدّة التي جاء فيها مسلم بن عقيل مندوبا عن الحسين الى الكوفة وبدأ يأخذ له البيعة من اهلها ، كان في أول الأمر يسكن الشام ، وهو من الأنصار من قبيلة الخزرج ، وامّه عمرة بنت رواحة (اخت عبد الله بن روّاحة) ، كان في عهد معاوية واليا على الكوفة فابقاه يزيد في منصبه.
كان شاعرا وخطيبا. وفي معركة صفين كان في جيش معاوية ، عين بعدها قاضيا لمدينة دمشق ، وبعد ذلك جعله معاوية واليا على اليمن ، صار بعدها واليا على الكوفة (١).
بعد تنامي قوّة مسلم بن عقيل وأنصاره في الكوفة ، اعترض عبد الله بن مسلم وكان من انصار بني أميّة على تهاون النعمان ازاء مسلم بن عقيل وكتب الى يزيد يعلمه باحوال الكوفة ويشير عليه بارسال شخص آخر أكثر حزما لولاية الكوفة. واستقر رأي يزيد بعد التشاور مع مستشاره المسيحي سرجون على تعيين عبيد الله بن زياد واليا عليها وأوصاه بأساليب القهر والحزم ، وبهذا عزل النعمان عن ولاية الكوفة ، وبقي على قيد الحياة حتّى ايام مروان بن الحكم وعيّن واليا على حمص ، ولكن بسبب ظهور الاضطرابات المسماة بفتنة ابن الزبير لم يقبله أهالي حمص ،
__________________
(١) الاعلام للزركلي ٨ : ٣٦.