التي واجهته في ذلك اليوم وحتّى على مقتل أصحابه.
على الرغم من كل تلك المواقف العصيبة والغربة والوحدة والعطش ، قاتل أعداءه كالليث ولم ترهبه كثرتهم. كان يرى انّ ثورته قائمة على مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأشار عدّة مرّات اثناء مسيره إلى كربلاء إلى هوان الدنيا وتصرّمها ، وبيّن زهده فيها. تحمّل في يوم الطفّ كل ما رآه من عدوّه من سوء الخلق ولؤم الطباع. وبعد استشهاده وجدوا على أكتافه آثار أكياس الطعام التي كان يحملها إلى الفقراء.
ـ سجايا سيد الشهداء (ع)
سيف بن الحارث بن سريع الجابري :
من شهداء كربلاء ، وكان في سن الشباب. ورد اسمه في زيارة الناحية المقدّسة باسم «شبيب بن الحارث». جاء هو وابن عمه مالك بن عبد الله من الكوفة والتحقا بركب الحسين في كربلاء.
بعد استشهاد حنظلة بن قيس ، وحين هجم العدو على الخيام ، جاء إلى الحسين وهما يبكيان واستأذناه في البراز ، وقاتلا معا حتى قتلا ، وكانا اخوة من أمّ واحدة وأبناء عم (١) ، وجاء في الكتب اسم سيف بن الحرث ، ولعل المراد هو سيف ابن الحارث نفسه.
سيف بن مالك العبدي :
من شهداء كربلاء. كان شابا يفيض بالحماس وكان يجتمع مع الشيعة في البصرة في دار امرأة جليلة هي «مارية بنت منقذ العبدي» التي كانت دارها مركزا للشيعة (٢) جاء من البصرة إلى الكوفة وانضم هناك إلى جيش الحسين ، وصحبه إلى كربلاء. قتل في كربلاء عصر يوم عاشوراء خلال النزال الفردي.
__________________
(١) انصار الحسين : ٧٧.
(٢) انصار الحسين : ٧٨.