خلافة الإمام علي عليهالسلام إلى مركز للشيعة ، ولكن استمر أيضا وجود اشخاص معاندين لآل علي.
قال الإمام الصادق عليهالسلام : عند ما قتل الحسين بكى عليه كلّ شيء إلّا ثلاث : البصرة ودمشق ، وآل حكم بن العاص. وهذا الكلام معروف عن الإمام علي انه كتبه إلى ابن عباس واليه على البصرة : «اعلم انّ البصرة مهبط ابليس ومغرس الفتن ...» (١).
كتب الإمام الحسين إلى ستّة من أشراف البصرة يستنهضهم على نصرته والأخذ بحقّه ، وكانوا من رؤساء الأخماس فيها وهم : مالك بن مسمع ، الأحنف ابن قيس ، المنذر بن الجارود ، مسعود بن عمرو ، قيس بن الهيثم ، وعمر بن عبيد الله. وبعث كتبه إليهم بيد مولى له يقال له سليمان ، فردّ عليه البعض ردّا واهنا ، وارسل بعضهم مبعوث الإمام إلى ابن زياد. وقد لبّى يزيد بن مسعود نداء الإمام وجمع القبائل ودعاهم إلى نصرته ، فسرّهم ذلك واعلنوا عن دعمهم وتأييدهم له. فكتب إلى الإمام كتابا أعلن له فيه النصرة والتأييد ، إلّا ان كتابه انتهى إلى الإمام في اليوم العاشر من المحرم بعد مقتل أصحابه وأهل بيته.
ولمّا تجهّز ابن مسعود لنصرة الإمام الحسين بلغه قتله فجزع وذابت نفسه اسى وحسرات (٢) ، ولبى يزيد بن نبيط البصري نداء الإمام ولحقه اثنان من أولاده وصحبه مولاه ، حيث التحقوا بالامام في مكّة وصحبوه إلى العراق واستشهدوا بين يديه في كربلاء (٣).
ومع انّ بعض شهداء كربلاء كانوا من شيعة البصرة ، إلّا انّ البصرة على العموم لم تقف الموقف المطلوب والمناسب من الإمام ، كما لم تبدي فيما سبق الدعم
__________________
(١) بحار الانوار ٥٧ : ٢٠٥
(٢) حياة الإمام الحسين ٢ : ٣٢٧.
(٣) نفس المصدر السابق : ٣٢٨.