انّ أعظم مأتم في التاريخ هو مأتم واقعة كربلاء التي لن يخبو اوارها ولن تخفّ مرارتها على مرّ الأزمنة والعصور.
تمثّل أيام عاشوراء بالنسبة للشيعة فصلا من البكاء والعزاء على الشهداء ، وهذه الممارسة الدينية كانت سببا في تخليد صنّاع تلك الملحمة. وعاشوراء بالنسبة لاتباع أهل البيت يوم حداد وحزن ، وهو بالنسبة لاعداء أهل البيت يوم فرح وسرور.
وقد كان لاهل الشام ولاهل العراق في هذا المجال منهجان مختلفان ؛ وصفهما السيّد الرضي في احد اشعاره بالقول :
كانت مآتم بالعراق تعدّها |
|
اموية بالشام من اعيادها (١) |
ووصف الإمام السجاد عليهالسلام بعض المآسي التي مرت عليهم بعد يوم عاشوراء في أبيات من الشعر جاء فيها :
يفرح هذا الورى بعيدهم |
|
ونحن اعيادنا مآتمنا (٢) |
وهذا هو معنى الحديث : ان بني اميّة لم يتركوا لنا عيدا.
ـ العزاء ، المجالس الحسينية ، البكاء ، المسوّدة ،
المأدبة :
طعام يقدّم في البيوت والتكايا في ذكرى استشهاد الحسين ليتناول منه الناس ، ويقدم مثل هذا الطعام عادة بعد نذر أو حاجة ، وتسمّى المأدبة باسم من تقام لاجله مثل : مأدبة أبي الفضل أو مأدبة الإمام زين العابدين ، أو مأدبة رقيّة وما شابه ذلك ، ولها بطبيعة الحال تقاليد وآداب خاصّة.
امّا الطعام الّذي يقدّم باسم الإمام الحسين فله قدسية خاصّة بين الناس يتناولون منه بنيّة التبرّك ، وقد يأخذون من ذلك الطعام إلى بيوتهم تواضعا وان كانوا
__________________
(١) بحار الانوار ٤٥ : ٢٥٠.
(٢) بحار الانوار ٤٦ : ٩٢.