قال :
هذا أجود تعريف الحكماء والبواقي دوريّة.
أقول :
للحكماء تعريفات اخر للحركة لزمهم الدور فيها ، فكان هذا التعريف أجود من تلك ، فإنّ بعضهم عرّف الحركة بأنّها الحصول على التدريج (١) ، فإذا سئلوا عن معنى الحصول التدريجي قالوا : إنّه الحصول المطابق لأجزاء الزمان ، فإذا قيل لهم : الزمان ما هو؟ قالوا : إنّه مقدار الحركة فقد انتهى التعريف إلى الحركة وهو دور.
وكذلك قولهم : الحركة هي الحصول يسيرا يسيرا.
وكذلك قولهم : الحركة هي (٢) الحصول لا دفعة ، فإذا سئلوا عن معنى الدفعة ، قالوا : إنّها الحصول في الآن ، فإذا سئلوا عن الآن ما هو؟ قالوا : إنّه طرف الزمان والزمان مقدار الحركة فدار.
وكذلك قولهم : الحركة هي التوسّط بين المبدأ والمنتهى بحيث أيّ آن فرضته يكون الجسم حاصلا في حدّ لا يكون قبله ولا بعده حاصلا فيه ، وهذا مع اشتماله على الآن المعرّف بالزمان المعرّف بالحركة مشتمل (٣) أيضا على القبل والبعد الذي لا يعرّف إلّا بالزمان المعرّف بالحركة.
__________________
(١) انظر هذا التعريف في مقاصد الفلاسفة : ٣٠٤ ، التعريفات : ١١٤ ، شرح المواقف ٦ : ١٩٦ ، شرح المقاصد ٢ : ٤٠٩ ، وحكى ذلك المصنّف في نهاية المرام ٣ : ٣٢٦ ، مناهج اليقين : ١١٩ ، وفي طبعة الأنصاري القمي : ٥٧ ، وانظر الأسفار الأربعة ٣ : ٢١.
(٢) (هي) لم ترد في «س».
(٣) في «ج» «ر» : (يشتمل).