صاحبه لزم تقدّم الشيء على نفسه بمرتبتين وهو (١) محال (٢).
قال :
فلا يقبل العدم.
أقول :
هذا نتيجة ما ذكر ، فإنّه إذا ثبت أنّه واجب الوجود استحال عليه العدم ، لأنّ معنى واجب الوجود هو الذي يستحيل عدمه فلو جاز العدم على الصانع تعالى عن ذلك لكان ممكنا لأنّ ماهيّته تكون قابلة للوجود ، وإلّا لما وجدوا (٣) للعدم ، ولو كان كذلك لزم التسلسل أو الدور ، وهذا (٤) ظاهر غنيّ عن البيان ، فيكون أزليّا أبديّا.
وذكر بعض المتأخّرين على استحالة عدم الباري تعالى حجّة فقال : لو جاز عدمه لكان وجوده متوقّفا على عدم سبب عدمه ، وكلّ متوقّف على الغير ممكن فيكون الواجب ممكنا ، هذا خلف ، وهذه الحجّة سخيفة فإنّ عدم واجب الوجود مستحيل لذاته فلو استحال باعتبار عدم سبب عدمه لكان الوصف (٥) الذاتي معلّلا بالغير ، وهذا محال.
__________________
(١) (هو) سقطت من «ف».
(٢) انظر النكت الاعتقاديّة للمفيد : ٢١ ، المسلك في أصول الدين للمحقّق : ٥٢ ، كتاب المحصّل للرازي : ٣٤٢.
(٣) في «ف» : (وجدو).
(٤) في «ج» «ر» «س» «ف» : (هو).
(٥) في «ب» : (الوجوب).