والمتساوي (١) هو الشكّ ، وليسا من قبيل الاعتقاد.
إذا عرفت هذا فنقول : اختلف الناس في حدّ العلم ، فقال قوم : إنّه غنيّ عن التعريف وهو حقّ ، واستدلّوا عليه بأنّي أعلم بعلمي (٢) بوجودي علما بديهيّا ، وهذا (٣) علم خاصّ مسبوق بالعلم الكلّيّ فيكون العلم الكلّيّ بديهيّا (٤) ، وقد عرفت ما في هذا في باب الوجود.
وقال آخرون : إنّه يحدّ ، واختلفوا في حدّه ، فقال قوم : إنّه اعتقاد الشيء على ما هو به (٥) ، وآخرون قالوا : إنّه صفة تقتضي سكون النفس ، وكلاهما غير مانعين. وآخرون قالوا : إنّه حصول صورة مساوية للمعلوم في العالم (٦) ، وقد عرفت ما فيه.
ثمّ إنّ هذه الصورة تارة تقارن حكما واخرى عدمه ، فيقال للأوّل تصديق ، وللثاني تصوّر ، ويشترط في الأوّل الثاني.
قال :
وهو عرض وكذا الصورة عند الشيخ. وقيل : هو (٧) جوهر لما (٨) مرّ من
__________________
(١) في «س» «ف» : (المساوي).
(٢) (بعلمي) لم ترد في «ف».
(٣) في «د» : (وهو).
(٤) تلخيص المحصل : ١٥٥ ، وحكاه المصنّف في نهاية المرام في علم الكلام ٢ : ٦ عن جماعة.
(٥) رسائل المرتضى ٢ : ٢٧٦ ، الذريعة للسيّد المرتضى ١ : ٢٠ ، الاقتصاد للطوسي : ٩٢ ، الرسائل العشر للطوسي : ٧٤ ، عدّة الأصول للشيخ الطوسي ١ : ١٢ ، معارج الأصول للمحقّق الحلي : ٤٨ ، اللمع في أصول الفقه : ٤٧.
(٦) حكاه عن الشيخ الرئيس في المباحث المشرقيّة ١ : ٤٤٢ ، والخواجة في نقد المحصّل : ١٥٦ ، والمصنّف في نهاية المرام في علم الكلام ٢ : ١٢.
(٧) (هو) لم ترد في «د» «ر» «س».
(٨) في «س» : (كما).