الأشاعرة وجمهور المعتزلة والكراميّة (١) إلى أنّهما صفتان زائدتان على العلم ، وفسّره بعضهم بأنّه تعالى حيّ لا آفة به (٢).
ويدلّ على كونه تعالى سميعا بصيرا بالمعنى الأخير الإجماع ، وبالمعنى الأوّل كونه تعالى عالما بكلّ معلوم فيدخل تحته المسموع والمبصر.
قال :
ومن قال : إنّه معهما أكمل فقد أحال القياس والافتقار.
أقول :
استدلّ جماعة من الأشاعرة على أنّه تعالى سميع بصير بأنّهما صفتا كمال وضدّهما نقص ، وهو على الله تعالى محال (٣) ، هذا (٤) ضعيف (٥) ، أمّا أوّلا فلأنّا لا نسلّم أنّهما صفتا كمال ، والقياس على الشاهد ضعيف (٦) ، فإنّه لا يفيد اليقين ، ولأنّه ينتقض بالملتذّ والصحيح النبيه وغير ذلك ، وأمّا ثانيا فلأنّ الله تعالى لا يستفيد الكمال من هاتين الصفتين بل هو كامل لذاته.
__________________
(١) الكراميّة : فرقة من أهل السنّة والجماعة ، أصحاب أبي عبد الله محمّد بن كرام بن عرّاف المتوفّى سنة ٢٥٥ هجريّة ، كان من أهل سجستان ، وأبوه كان حارسا لأشجار الكروم وكان مذهبهم التجسيم ويقول : إنّ لله جسما وأعضاء وهو يجلس ويتحرّك ، وزعم أنّ الله تعالى جوهر وأنّه محل للحوادث (تفصيل عقائدهم في موسوعة الفرق الإسلاميّة لمحمّد جواد مشكور : ٤٢١).
(٢) حكاه عن هذه الجماعة الخواجة نصير في تلخيص المحصّل : ٢٨٧ والفخر الرازي في المحصّل : ٣٩٩.
(٣) نقله الفخر الرازي في المحصّل : ٤٠٢ عن بعض الأصحاب وردّه ، الكامل في الاستقصاء : ٢٦٣.
(٤) في «د» «ف» : (وهذا).
(٥) في «ب» : (أضعف).
(٦) في «ب» : (أضعف).