قال :
وهل هو زائد على العلم في حقّه؟ منعه أبو الحسين (١) وأثبته الجبائيان والسيّد المرتضى والأشعري والخوارزمي (٢) ، لأبي الحسين : إن كان هو العلم فهو المقصود ، أو الإحساس فمحال في حقّه ، أو غيرهما فغير معقول ، وفيه نظر إذ لا يلزم من نفي تعلّقه نفيه.
أقول :
قد نقلنا عن أبي الحسين أنّه يجعل الإدراك نوعا من العلم ، وعن الأشاعرة وأبي علي وابنه أبي هاشم والسيّد المرتضى ومحمود (٣) الخوارزمي أنّه أمر زائد على العلم. واحتجّ أبو الحسين بأنّ الإدراك إمّا أن يكون نفس العلم أو الإحساس أو شيئا آخر ، والأوّل هو المطلوب ، والثاني محال في حقّه تعالى ، والثالث غير معقول فلا يكون ثابتا في حقّه تعالى (٤).
وهذا فيه نظر فإنّه لا يلزم من عدم تعقّله نفيه ، فإنّ عدم العلم بالشيء لا يوجب العلم بعدم ذلك الشيء.
__________________
(١) حكاه عنه ابن ميثم البحراني في قواعد المرام : ٩٥ ، والمصنف في النافع يوم الحشر : ٤٣.
(٢) حكاه عنهم ابن ميثم البحراني في قواعد المرام : ٩٥.
(٣) (محمود) ليست في «ف». والمعروف بهذا الاسم جماعة منهم أبو محمّد محمود بن محمّد بن العبّاس الخوارزمي ، فقيه شافعي مؤرّخ من أهل خوارزم مولدا ووفاة ، سمع الحديث بها وصنّف كتاب الكافي في النظم الشافعي (الأعلام للزركلي ٧ : ١٨١). ومنهم : أبو المؤيّد محمّد بن محمود بن محمّد بن حسن الخوارزمي الحنفي المتوفّى سنة ٦٥٥ هجريّة ، فقيه خطيب محدّث (الأعلام ٧ : ٣٠٨).
(٤) حكاه ابن ميثم في قواعد المرام : ٩٦ ، والمصنّف في مناهج اليقين : ٢٧٤.