وضعه (١) ولا مشاركة بين الجسم والهيولى والصورة والمجرّد.
أقول :
يريد إبطال (٢) مذهب المشبّهة ، وتقريره من ثلاثة أوجه :
الأوّل : أنّا قد بيّنّا أنّ كلّ جسم محدث ، وأنّ (٣) واجب الوجود ليس بمحدث ، فهو ليس بجسم.
الثاني : أنّ كلّ جسم لا بدّ له من الحيّز ، فهو مفتقر في وجوده إليه ، وواجب الوجود لا يفتقر فلا يكون جسما.
الثالث : أنّه لو كان جسما لامتنع منه فعل الجسم ، والتالي باطل فالمقدّم مثله.
وبيان الشرطيّة يتوقّف على مقدّمات :
إحداها : أنّ الجسم إنّما يفعل بصورته لأنّه إنّما يفعل إذا كان موجودا بالفعل وإنّما يكون موجودا بالفعل بصورته ، فإنّه بحسب المادّة يكون موجودا بالقوّة.
الثانية : أنّ الصورة إنّما تفعل بمشاركة الوضع ، وهذا الحكم وإن كان غنيّا عن البيان إلّا أنّا نقول على سبيل التنبيه : إنّ الصور منها ما هو مقارن للمادّة ، ومنها ما هو مفارق (٤) لها.
والنوع الأوّل إنّما يفعل إذا كانت موجودة في مادّتها فيما (٥) يقرب منها وتفعل في
__________________
(١) في «د» «س» : (وصفه).
(٢) في «أ» : (بهذا أبطل) بدل من : (يريد إبطال).
(٣) (أن) لم ترد في «ب» «د» «س».
(٤) في «ف» : (مقارن).
(٥) في «أ» : (فما).