بيان الشرطيّة : أنّ المركّب إنّما يتركّب (١) من بسائط ، وكلّ واحد من تلك البسائط تكون ملاقاته للبسيط الآخر بأحد جانبيه غير واجبة فيمكن زوالها و (٢) تغيّره عن ذلك الوضع بالحركة المستقيمة.
وأمّا بطلان التالي فلما مرّ من استحالة انتقاله عن وضعه ، فإنّ ذلك دالّ على استحالة انتقال أجزائه لاستدعائها جهة متقدّمة عليها ، وهو سابق على الجهة ، هذا خلف.
وهذه الحجّة عندي ضعيفة من وجوه :
أحدها : لم قلتم : إنّ كلّ مركّب يصحّ عليه الانحلال ، ولم لا يجوز اتّصافه بصورة (٣) نوعيّة توجب (٤) له حفظ بسائطه ويمنعها عن التغيّر ، اللهمّ إلّا أن نعني بهذه الصحّة الصحّة العائدة إلى الماهيّة لا (٥) الاستعداد ، وحينئذ لا يتمّ هذا المطلوب.
الثاني : أنّ هذا ينتقض بالأفلاك فإنّها عندكم بسائط فيصحّ (٦) أن يلاقي مقعر (٧) القمر مقعر (٨) عطارد.
الثالث : أنّا (٩) نمنع صحّة امتناع انتقاله عن موضعه ، وقد مضى البحث فيه.
__________________
(١) في «د» : (تركّب).
(٢) الواو سقطت من «د».
(٣) في «ب» : (بصور).
(٤) في «س» : (فتوجب).
(٥) في «ب» زيادة : (إلى).
(٦) في «ب» «ج» «ر» «ف» : (فصحّ).
(٧) في «ب» : (مقعد).
(٨) في «ب» : (مقعد) ، وفي «أ» : (بمقعر).
(٩) في «ج» «ف» : (إنّما).