باطل لأنّه يلزم منه التسلسل ، فإذا كانت القابليّة لازمة افتقرت إلى مقبول لكونها نسبة بين القابل والمقبول ، ولأنّا نعلم بالضرورة أنّ قابليّة اتّصاف الذات بصفة موقوف على قبول تلك الصفة للوجود (١) ، فإذا كانت القابليّة أزليّة لزم جواز كون المقبول الذي هو الحادث أزليّا ، وأمّا بطلان التالي فلاستحالة الجمع بين النقيضين.
الثالث : السمع (٢).
والوجهان الأوّلان عندي ضعيفان :
أمّا الأوّل : فلأنّ الكمال والنقصان خطابيّ لا مدخل له في العلميّات ، و (٣) لأنّه لا بدّ فيه من الإجماع المتوقّف على السمع فليستدلّ بالسمع ، وأيضا (٤) فلم لا يجوز أن يكون لله تعالى كمالان يستحيل اجتماعهما والخلوّ عنهما فيتّصف بأحد (٥) الكمالين في وقت ، وبالكمال الآخر (٦) في وقت آخر.
وأمّا الثاني فضعيف :
أمّا أوّلا : فلأنّ القابليّة من الصفات الاعتباريّة يعتبرها العقل ، ومعنى كونها لازمة للذات تعقّلها (٧) عند تعقّل الذات ، وذلك لا (٨) يستلزم قدمها ، وإذا كانت عارضة افتقرت إلى قابليّة اخرى يعتبرها العقل وتنقطع بانقطاع الاعتبار العقلي.
__________________
(١) في «ف» : (الموجود).
(٢) انظر تلخيص المحصّل : ٢٦٤ ، مناهج اليقين : ٣٢٤ ، وفي طبعة الأنصاري القمي : ٢٠٦.
(٣) (و) لم ترد في «ف».
(٤) في «ف» : (فالمستدلّ بالسمع أيضا) بدل من : (فليستدلّ بالسمع وأيضا).
(٥) في «ب» «ج» «ر» «ف» : (بإحدى).
(٦) في «ف» : (الأخرى).
(٧) في «ف» : (تعلّقها).
(٨) (لا) سقطت من «ف».