زيدا وابن (١) عبد الله واحد أو محمول كقولنا : الثلج والقطن واحد ، أي في البياض ، والواحد بالجنس كثير بالنوع ، والواحد بالنوع قد يكون واحدا بالعدد وقد لا يكون ، والواحد بالاتّصال يستدعي الكثرة من جهة اخرى ، والوحدة مقولة بالتشكيك على هذه المعاني.
قال :
ويقابله الكثير (٢) مقابلة التضايف.
أقول :
لا شكّ أنّ بين الواحد والكثير مقابلة بمعنى أنّه يستحيل اجتماعهما في شيء واحد من جهة واحدة ، وأصناف التقابل أربعة ، وليس الموجود منها هنا إلّا تقابل التضايف ، فإنّ الواحد مقوّم للكثير ، فلا يصحّ بينهما التقابل بالسلب والإيجاب ، ولا العدم والملكة ، ولا التضادّ ، فإنّ أحد الضدّين لا يقوّم الآخر.
واعلم أنّه كما لا يصحّ تقوّم أحد الضدّين بالآخر فكذلك لا يصحّ تقوّم أحد المتضايفين بالآخر ، فإذن الحقّ أنّه ليس بينهما تقابل التضايف إلّا بالعرض ، فإنّ الواحد مكيال والكثير مكيل ، والمكيالية والمكيلية متضايفان ، وكان (٣) التقابل العارض (٤) للواحد والكثير من هذه الجهة ، أعني العارضين (٥) لا من حيث الذاتين (٦).
__________________
(١) في «ج» «ر» : (إنّ).
(٢) (الكثير) لم ترد في «د».
(٣) في «ج» «ر» «ف» : (فكان).
(٤) في «د» : (عارض) ، وفي «ف» : (العرض).
(٥) في «د» : (للعارض).
(٦) في «ب» «ج» «د» «ر» «س» «ف» : (الذاتان).