لا يقال : يلزم أن يكون الله تعالى مخلّا بالواجب أو يخرج اللطف عن كونه لطفا ، والتالي بقسميه باطل ، فالمقدّم مثله.
بيان الشرطيّة : أنّ الله تعالى أراد من الكافر الإيمان ، فإمّا أن يكون قد فعل له اللطف أو لا ؛ والأوّل يخرج اللطف عن حقيقته ، لأنّ معنى اللطف هو الذي يحصل معه الفعل الملطوف فيه (١) ، والثاني يلزم منه أن يكون الله تعالى قد أخلّ بالواجب.
وأيضا فما ذكرتموه بيان لوجه الوجوب ، ولا يلزم (٢) منه الوجوب إلّا بعد أن تبيّنوا (٣) انتفاء وجه القبح عنه ، فإنّه لا يلزم من حصول وجه من وجوه الوجوب حصول الوجوب.
لأنّا نجيب عن الأوّل : بأنّ الله تعالى فعل اللطف للكافر ، وليس معنى اللطف هو الذي يحصل معه الفعل ، بل هو الذي يقتضي ترجيح الفعل إذا لم يكن هناك معارض (٤) ، والمعارض هاهنا قد حصل ، وهو اختيار الكافر لنفسه الكفر ورغبته في اللذّة العاجلة وإهمال أحوال آخرته.
وعن الثاني : بأنّ وجوه القبح محصورة معلومة لأنّا كلّفنا بتركها ، فلو لم يكن معلومة (٥) لزم تكليف ما لا يطاق ، ولا شيء من (٦) تلك الجهات حاصل هاهنا.
__________________
(١) (فيه) لم ترد في «ب» «س».
(٢) في «د» زيادة : (من).
(٣) في «ف» : (يثبتوا).
(٤) في «ف» : (عارض).
(٥) في «أ» «د» : (معلوم).
(٦) (من) ليست في «ف».