أحدها : تركّب الجسم من أجزاء متناهية.
الثاني : قبول الجسم لانقسامات غير متناهية مع بساطته.
الثالث : تركّب الجسم من أجزاء غير متناهية (١).
والأوّل مذهب جماعة من المتكلّمين وطائفة من (٢) الحكماء ، واحتجّوا عليه بوجوه :
الأوّل : أنّ الزمان مركّب من أجزاء لا تتجزأ ، فالحركة كذلك ، فالجسم كذلك ، أمّا المقدّمة الاولى فلأنّ الزمان موجود قطعا ، فإمّا أن يكون الموجود منه منقسما أو لا يكون ، والأوّل باطل وإلّا لكان بعضه ماضيا أو مستقبلا والآخر حاضرا ، والماضي والمستقبل معدومان فلا (٣) يكون الحاضر حاضرا ، هذا خلف. والثاني هو الآن الذي لا يقبل القسمة.
وأمّا المقدّمة الثانية فلأنّ الحركة الموجودة إنّما تكون موجودة في الآن لعدم الماضي والمستقبل ، والآن لا يقبل القسمة ؛ فالحركة (٤) الموجودة فيه لا يقبلها وإلّا لزم انقسام (٥) الآن لأنّ نصف الحركة تقع في نصف الزمان الذي تقع فيه الحركة.
وأمّا المقدّمة الثالثة فلأنّ الجسم الذي يقع فيه تلك الحركة في ذلك الآن إن كان منقسما كانت الحركة إلى نصفه نصف الحركة إلى كلّه ، لكنّ الحركة لا نصف لها ،
__________________
(١) للاطلاع على الأقوال في مسألة تركّب الأجسام وبساطتها ينظر طبيعيّات النجاة : ١٠٢ ، المباحث المشرقية ٢ : ١٧ ، المطالب العالية في العلم الإلهي ٦ : ٢٩ ، نقد المحصّل : ١٨٤ ، كشف الفوائد : ٨٣ ، شرح المقاصد ٣ : ٢١ ، الأسرار الخفيّة للمصنّف : ٢٢٩ ، نهاية المرام ٢ : ٤١٨.
(٢) (من) لم ترد في «ف».
(٣) في «ف» : (فلأن).
(٤) في «د» : (والحركة).
(٥) في «س» : (الانقسام).