أقول :
هذه هي (١) القوّة الثالثة ، وهي القوّة الوهميّة المدركة للمعاني الجزئيّة المتعلّقة بالأشخاص كصداقة زيد وعداوة عمرو ، وهي مرتّبة في الدماغ بأسره لا سيّما التجويف الأوسط منه ، واستدلّوا على ثبوتها بكونها مدركة ، وعلى مغايرتها للحسّ بأنّها تدرك ما لا يكون محسوسا ، وعلى مغايرتها للنفس بأنّها تدرك الجزئيّات (٢).
قال :
وحافظة ومفكّرة.
أقول :
الحافظة للقوّة الوهميّة هي القوّة الذاكرة ، وهي مرتّبة في التجويف الأخير من الدماغ ، واستدلّوا على مغايرتها للوهم بمثل ما مضى في الخيال.
وأمّا المفكّرة فهي القوّة التي تركّب بعض الصور المأخوذة بالحسّ المشترك ببعض وتفصل بعضها عن بعض ، وتركّب (٣) وتفصّل بين المعاني (٤) وبين الصور والمعاني ، فإن استعملها العقل فهي مفكّرة وإن استعملها الوهم فهي مخيلة (٥) ،
__________________
(١) (هي) لم ترد في «د» «س».
(٢) الملل والنحل للشهرستاني ٢ : ٢٤ ، شرح التجريد (تحقيق الزنجاني) : ٢١٣ ، وفي طبعة تحقيق الآملي : ٢٩٧.
(٣) في «ر» : (فتركّب).
(٤) في «د» زيادة : (والصور).
(٥) في «ج» «ر» : (متخيّلة).