لنا : اعدّت للمتقين ، اعدّت للكافرين ، والإعداد صريح في الثبوت ، ولقوله (١) : (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى) (٢) ولقصّة آدم (٣).
حجّتهما : أنّها لو (٤) كانت لهلكت (٥) لقوله : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) (٦) وأيضا (٧) لقوله (أُكُلُها دائِمٌ) (٨) أي مأكولها ، ولقوله : (عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) (٩) إنّما (١٠) تكون لو كانت في حيّزهما وإلّا قد أخلت ، ولأنّه لا فائدة في وجودها ولا انتفاع للمكلّفين (١١) بها.
والجواب أنّ المراد من الهلاك كونه مستفادا من غيره فهو بذاته هالك ، سلّمنا لكنّ الدوام محال ، لأنّ المأكول يفني (١٢) عند تناوله ، فالمراد كلّما فنيت أحدث مثلها.
وعن الثاني أنّ المراد بقدر عرض السماوات والأرض ، وجاز أن تكون خارجة.
وعن الثالث أنّه قد يكون فيه مصلحة خفيّة.
__________________
(١) في «ر» : (وقوله) ، وفي «س» : (لقوله) بدل من : (ولقوله).
(٢) النجم : ١٣.
(٣) راجع قصّة هبوط آدم من الجنّة في أوائل قصص الأنبياء للقطب الراوندي.
(٤) (لو) لم ترد في «ب».
(٥) في «ب» «د» : (تهلك).
(٦) القصص : ٨٨.
(٧) في «ب» «ر» : (وليس).
(٨) الرعد : ٣٥.
(٩) آل عمران : ١٣٣.
(١٠) في «ب» «س» : (وإنّما).
(١١) (للمكلّفين) لم ترد في «د» «ر» «س».
(١٢) في «س» زيادة : (به).