أقول :
الحجّة والمطلوب لا بدّ بينهما من تناسب وإلّا لجاز الاستدلال بكلّ شيء على كلّ شيء ، هذا خلف ، والتناسب إنّما يكون بالاشتمال فإن كانت الحجّة هي المشتملة على المطلوب فهو القياس ، وإن كان المطلوب مشتملا على الحجّة فهو الاستقراء ، وإن كانا مندرجين تحت شامل لهما فهو التمثيل.
مثال الأوّل : الاستدلال بثبوت المشي لكلّ حيوان على ثبوته لكلّ إنسان ، فإنّه (١) يلزم من ثبوته لكلّ حيوان ثبوته لكلّ إنسان (٢) ضرورة دخول الإنسان تحت الحيوان.
ومثال الثاني : الاستدلال على ثبوت المشي لكلّ حيوان بثبوته للإنسان والفرس والحمار وغير ذلك ، فإنّه استدلال بثبوت الحكم للجزئيّات (٣) على ثبوته للكلّيّ ، فإن كانت الأفراد محصورة فهو نوع من القياس الصحيح وإلّا كان مفيدا للظنّ إذ لا يلزم من ثبوت الحكم لأكثر الجزئيّات ثبوته لجملتها (٤).
ومثال الثالث : الاستدلال بثبوت المشي للإنسان على ثبوته للفرس لاشتراكهما (٥) في الحيوانيّة (٦).
__________________
(١) في «أ» «س» : (وإنّه).
(٢) (فإنّه يلزم من ثبوته لكلّ حيوان ثبوته لكلّ إنسان) لم ترد في «ب».
(٣) في «ب» : (للجزئي).
(٤) في «أ» «ج» «س» : (ثبوتها لجملتها) ، وفي «ب» : (ثبوت كليتها) بدل من : (ثبوته لجملتها).
(٥) في «أ» «د» «س» «ف» : (لاشتراكها).
(٦) انظر تلخيص المحصّل : ٦٨.