جدّي إن لم يكن هناك إرادة حيث انه لا يكون حينئذ طلب حقيقي ، واعتباره في الطلب الجدي ربما يكون من البديهي ، وإن كان هناك إرادة
______________________________________________________
ان ما تقدم كان في بيان المدلول المطابقي للإنشاء وإلّا فيمكن دعوى دلالة الصيغ الإنشائية بالدلالة الالتزامية على الصفات المذكورة ، اما باللزوم العقلي نظير دلالة العمى على البصر بان كانت الصفة مأخوذة قيداً في الموضوع له بأن تكون (لعل) مثلا موضوعة لإنشاء الترجي المقيد بكونه عن ترج نفساني وهكذا حال الباقيات ، واما باللزوم العرفي الناشئ من كثرة الاستعمال المؤدية إلى انصراف الذهن إلى صورة وجود الصفة فتكون الصفات الحقيقية المذكورة مدلولا عليها بالصيغ المستعملة في إنشائها وإيقاعها دلالة التزامية عقلية وضعية أو عرفية إطلاقية
(تنبيه)
حيث عرفت ان الإنشاء مستعمل في معنى الخبر بقصد إيجاده اعتباراً الّذي هو نحو آخر من الوجود يعبر عنه بالوجود الإنشائي كما هو ظاهر المصنف (ره) أو إيجاده ادعاءً بماله من الوجود نقول : تارة يكون المقصود بالإنشاء جعل محض النسبة بين المنتسبين الحاصل بجعل أحدهما للآخر كما في قولك : عبدي حر وهند طالق ، فان المقصود جعل الحرية للعبد والطلاق لهند ، وأخرى يكون المقصود جعل نسبة خاصة مثل : أزيد حر ؛ وهل هند طالق ، فان المتكلم لم يقصد جعل محض النسبة بين الحرية والطلاق لزيد وهند وإنما قصد جعل نسبة خاصة بينهما وخصوصيتها انها نسبة مجهولة الثبوت يراد العلم بتحققها بطرفيها ، وهكذا الحال في مثل لعل زيدا قائم فان المقصود جعل نسبة خاصة بين القيام وزيد وخصوصيتها انها متوقعة عند المتكلم وقس عليه نظائره ، فمفاد الهيئة دائما نسبة قد يتقوم إنشاؤها بإنشاء المادة وقد لا يتقوم بذلك (١) (قوله : جدّي) يعني فيكون التكليف صوريا نظير الأمر الامتحاني (٢) (قوله : واعتباره) يعني الطلب الحقيقي