ومقدمة العلم. لا يخفى رجوع مقدمة الصحة إلى مقدمة الوجود ـ ولو على القول بكون الأسامي موضوعة للأعم ـ ضرورة أن الكلام في مقدمة الواجب لا في مقدمة المسمى بأحدها كما لا يخفى ، ولا إشكال في خروج مقدمة الوجوب عن محل النزاع وبداهة عدم اتصافها بالوجوب من قبل الوجوب المشروط بها ، وكذلك المقدمة العلمية وان استقل العقل بوجوبها إلا أنه من باب وجوب الإطاعة إرشاداً ليؤمن من العقوبة على مخالفة الواجب المنجز لا مولويا
______________________________________________________
للأمرين وان كان الأول أظهر (١) (قوله : ومقدمة العلم) وتسمى بالمقدمة العلمية وهي التي يتوقف العلم بالواجب على العلم بها كالصلاة في الثوبين المشتبهين المتوقف على العلم بهما العلم بالصلاة بالثوب الطاهر (٢) (قوله : ولو على القول) أما على الصحيح فمقدمة الصحة مقدمة الوجود إذ لا وجود للماهية إلا وهو صحيح (٣) (قوله : لا في مقدمة المسمى) هذا مسلم إلا أن مقدمة المسمى مقدمة للواجب لأن الواجب هو المسمى الصحيح فهذا الإشكال محل نظر كما تقدم نعم بناءً على تقوم الذات بالصحّة لا يكون إلا قسم واحد (٤) (قوله : المشروط بها) فانه على المشهور يحدث بعد وجودها فلا يمكن ان يترشح منه وجوب لها لأنه تحصيل للحاصل (٥) (قوله : وكذلك المقدمة العلمية) يعني خارجة عن محل النزاع لأنها ليست مقدمة للواجب الشرعي بل مقدمة للواجب العقلي وهو العلم بتحقق الإطاعة الّذي استقل العقل بوجوبه للأمن من خطر العقاب على مخالفة الواجب المنجز فتجب وجوبا عقلياً لا غير نعم لو وجب العلم بفعل الواقع شرعا وجبت المقدمة العلمية كذلك ، لكنه خلاف الفرض إذ تكون حينئذ مقدمة وجودية لا علمية «فان قلت» : لم لا تكون المقدمة العلمية مقدمة للواجب «قلت» : يمتنع ذلك لأنها دائما يحتمل كونها نفس الواجب وكونها غيره على نحو لو انكشف الحال لم يتوقف وجود الواجب عليها بل قد تكون ضدّاً كما في الصلاة إلى الجهات الأربع (٦) (قوله : وجوب الإطاعة) بل وجوب العلم بالإطاعة المتوقف عليها