وكذا بعض الضمائر ، وبعضها ليخاطَب بها المعنى ، والإشارة والتخاطب يستدعيان التشخص كما لا يخفى (فدعوى) أن المستعمل فيه في مثل هذا ، أو هو ، أو إياك ، إنما هو المفرد المذكر ، وتشخصه إنما جاء من قبل الإشارة أو التخاطب بهذه الألفاظ إليه ، فان الإشارة أو التخاطب لا يكاد يكون الا إلى الشخص أو معه (غير مجازفة) فتلخص مما حققناه أن التشخص الناشئ من قِبَل الاستعمالات لا يوجب تشخص المستعمل فيه سواء كان تشخصاً خارجيا كما في مثل أسماء الإشارة أو ذهنياً كما في أسماء الأجناس ، والحروف ، ونحوهما من غير فرق في ذلك أصلا بين الحروف وأسماء الأجناس ، ولعمري هذا واضح ، ولذا ليس في كلام القدماء من كون الموضوع له أو المستعمل فيه خاصاً في الحرف عين ولا أثر ،
______________________________________________________
المحكي بها نفس المعنى المتعين بالإشارة «وملاحظة» موارد الاستعمال كافية في الشهادة بما ذكرنا كيف ولعل استعمالها في المفهوم الكلي بأن يراد من لفظ (هذا) مفهوم المفرد المذكر المشار إليه ليس من الاستعمالات الصحيحة. نعم يصح استعمالها فيه بما انه مفهوم متعين يصح الإشارة إليه كما يشار إلى غيره من المفاهيم المتعينة ثم ان الكلام في الضمائر والموصولات هو الكلام في اسم الإشارة بعينه فتأمل جيداً (١) (قوله : وكذا بعض) كضمير الغائب لكن كون المراد من الإشارة فيه الإشارة الذهنية مما لا ينبغي التأمل فيه (٢) (قوله : يستدعيان التشخص) قد عرفت ان الإشارة الذهنية لا تستدعي التشخص وانما الّذي يستدعيه هو الإشارة الخارجية غير المعتبرة في استعمال أسماء الإشارة (٣) (قوله : إلى الشخص أو معه) (الأول) راجع إلى الإشارة (والثاني) راجع إلى التخاطب (٤) (قوله : كما في مثل أسماء) كيف تصح دعوى كون تشخص المشار إليه آتيا من قبل الاستعمال مع أنه أمر حقيقي يتوقف عليه الاستعمال بناءً على اعتبار الإشارة الخارجية فتأمل (٥) (قوله : ونحوهما) من جميع المعاني الكلية إذ الاستعمال لا بد فيه من لحاظ المعنى من دون فرق بين كون المستعمل فيه كليا أو جزئيا وهذا اللحاظ هو الموجب