وأريد به نوعه ، أو صنفه ، فانه فرده ومصداقه حقيقة لا لفظه وذاك معناه كي يكون مستعملا فيه استعمال اللفظ في المعنى ؛ فيكون اللفظ نفس الموضوع الملقى إلى المخاطب خارجاً قد أحضر في ذهنه بلا وساطة حاك وقد حكم عليه ابتداء بدون واسطة أصلا لا لفظه كما لا يخفى فلا يكون في البين لفظ قد استعمل في معنى ، بل فرد قد حكم في القضية عليه بما هو مصداق لكلي اللفظ لا بما هو خصوص جزئيه. نعم فيما إذا أريد به فرد آخر مثله كان من قبيل استعمال اللفظ في المعنى ، اللهم إلا ان يقال : إن لفظ (ضرب) وان كان فرداً له إلّا انه إذا قصد به حكايته وجُعل عنوانا له ومرآته كان لفظه المستعمل فيه ، وكان حينئذ كما إذا قصد به فرد مثله (وبالجملة) فإذا أطلق وأريد به نوعه كما إذا أريد به فرد مثله كان من باب استعمال اللفظ في المعنى وإن كان فرداً منه وقد حكم في القضية بما يعمه ، وإن أطلق ليحكم عليه بما هو فرد كليه ومصداقه لا بما هو لفظه وبه حكايته فليس من هذا الباب لكن الإطلاقات المتعارفة ظاهراً ليست كذلك كما لا يخفى وفيها ما لا يكاد يصح ان يراد منه ذلك مما كان الحكم في القضية لا يكاد يعم شخص اللفظ كما في مثل ضرب فعل ماض (الخامس) لا ريب في كون الألفاظ موضوعة بإزاء معانيها من حيث هي لا من حيث هي مرادة للافظها لما عرفت بما لا مزيد عليه من أن قصد المعنى
______________________________________________________
(١) هذا خلاف الظاهر من أمثال هذه الاستعمالات (٢) (قوله : بما هو مصداق لكلي) لا يخفى أن الحكم على الشيء بما هو مصداق كليه وان كان لا يخرج عن كونه حكما على الشخص ولأجله تكون القضية شخصية لكن الحكم المذكور يدل بالالتزام على ثبوت الحكم للكلي (٣) (قوله : اللهم إلّا ان يقال) استدراك على قوله : بل يمكن أن يقال ... إلخ (٤) (قوله : إذا قصد به) قد عرفت أنه الظاهر من هذه الاستعمالات كما سيأتي منه (٥) (قوله : وفيها ما لا يكاد ... إلخ) قد أشرنا إلى ان الحكم في المثال ليس حكما على النوع فكلما كان حكما على النوع