يكون عقليا وعلى الوجه الأخير لغوياً إذا عرفت هذا فلا ريب في عدم صحة تكليف المعدوم عقلا بمعنى بعثه أو زجره فعلا ضرورة أنه بهذا المعنى يستلزم الطلب منه حقيقة ولا يكاد يكون الطلب كذلك الا من الموجود ضرورة. نعم هو بمعنى مجرد إنشاء الطلب بلا بعث ولا زجر لا استحالة فيه أصلا فان الإنشاء خفيف المئونة فالحكيم تبارك وتعالى يُنشئ على وفق الحكمة
______________________________________________________
(١) معطوف أيضا على قوله : في أن التكليف (٢) (قوله : يكون عقلياً) لأن المرجع في صحة التكليف أو صحة الخطاب هو العقل بخلاف المرجع في عموم الألفاظ وعدمه فانه اللغة (٣) (قوله : بمعنى بعثه أو زجره) لا ريب في امتناع البعث والزجر الخارجيين للمعدوم نظير الدفع إلى الشيء والمنع عنه وكذا البعث والزجر الاعتباريان العقليان بمعنى أن يحصل للمكلف داع عقلي إلى الفعل أو الترك بمعنى حكم عقله برجحان الفعل أو الترك لأن الحكم العقلي نوع من العلم غير الحاصل للمعدوم إلا أن امتناعهما بهذا المعنى لا يختص بالمعدوم ولا بالغائب بل يعم الموجود الجاهل فان العلم بالتكليف موضوع لحكم العقل المذكور فينتفي بانتفائه وعليه فلا تكون حيثيتا الوجود والعدم دخيلتين في الفرق نعم المعدوم بما أنه معدوم يمتنع أن يحصل له العلم والموجود بما أنه موجود قابل لأن يحصل له لكن الفرق بهذا المقدار خارج عن محل الكلام من الفرق بين الموجود والمعدوم في صحة التكليف وعدمه إذ الفرق بينهما في قابلية العلم وعدمه فرق في أمر متأخر عن التكليف كما لعله يظهر بالتأمل (٤) (قوله : ضرورة أنه بهذا) يعني أن البعث والزجر الفعليين يستلزمان الطلب النفسيّ الحقيقي ويمتنع الطلب الحقيقي من المعدوم (أقول) : إن كان الوجه في امتناع الطلب من المعدوم هو عدم قدرته على المطلوب فهو مانع عن طلب الفعل منه حال العدم ولا يمنع عن طلب الفعل منه على أن يكون زمان الفعل حال الوجود كما يدعيه القائل بجواز تكليف المعدوم وإن كان أمراً آخر فغير ظاهر فتأمل جيداً (٥) (قوله : مجرَّد إنشاء الطلب) يعني مجرد الطلب الإنشائي بلا طلب حقيقي (أقول) : فيكون التكليف حينئذ صوريا نظير التكليف الامتحاني (٦) (قوله : خفيف المئونة) يكفي