هو نفس موضوعات مسائله عيناً وما يتحد معها خارجاً وان كان يغايرها مفهوما تغاير الكلي ومصاديقه والطبيعي وافراده والمسائل عبارة عن جملة من قضايا متشتتة جمعها اشتراكها في الدخل في الغرض الّذي لأجله دوّن هذا العلم
______________________________________________________
عن تلك المسائل لا ملزم به (قوله : هو نفس) هذا خبر (إن) يعني أن موضوع العلم هو الجامع بين موضوعات ... إلخ وهذا راجع إلى تعريف المشهور ، والعدول إليه بقصد الإيضاح. هذا ولا يخفى ان مقتضى ما صرحوا به من انَّ موضوع المسألة إما نفس موضوع العلم أو جزؤه أو جزئيه أو عرضه الذاتي عدم تمامية التعريفين كليهما إذ ليس هناك امر واحد يُبحث عن عوارضه ، ولا جامع مطرد بين موضوعات تلك المسائل إلا بنحو من الاعتبار مثل : أحد الموضوعات ، ونحوه ، ولذا التجأ المحقق الدواني ـ على ما حكي عنه ـ إلى دعوى طي في العبارة ، وأن المراد ما يبحث في العلم عن عوارضه ، أو عوارض أجزائه أو عوارض جزئياته أو عوارض أعراضه ، وما حكي عن الشيخ الرئيس من إرجاعها إلى كل واحد موقوف على فرض الجامع بين تلك الموضوعات المختلفة ولا سيما في خصوص بعض الفنون كفن الفقه الّذي يكون موضوع مسائله أحد النقيضين من الفعل والترك على أنه لا يرتفع به التنافي بين تعريف الموضوع وما ذكروه هناك كما هو ظاهر بملاحظة الضمائر المجرورة في قولهم : أو جزئه أو جزئيه أو عرضه ، إذ لا يعقل ان يكون الشيء جامعاً بين نفسه وغيره هذا ـ مضافا إلى أن عوارض جزئيات الموضوع أعراض غريبة بالاتفاق فكيف تصح دعوى كون الموضوع هو الجامع بين الموضوعات ، وأنه يبحث في العلم عن عوارضه الذاتيّة ، وإرجاع عوارض الجزئيات إلى عوارض الكلي بعيد جداً إذ البحث في تلك المسائل كان عن نفس الجزئيات بخصوصيتها لا بما هي كلي والأمر سهل في أمثال المقام (قوله : وما يتحد) عطف تفسير (قوله : والطبيعي) عطف تفسير أيضا (قوله : في الدخل في الغرض) ليس المراد من الدخل دخل العلية إذ ليس نفس المسائل مما له مقدمية لحصول الغرض وانما العلم بها له دخل في حصول العلم بحصول الغرض ، بل الدخيل