كما توهم لأجل لزوم التطويل بلا طائل مع الاتكال على القرائن والإجمال في المقال لو لا الاتكال عليها وكلاهما غير لائق بكلامه تعالى جل شأنه كما لا يخفى ، وذلك لعدم لزوم التطويل فيما كان الاتكال على حال أو مقال أتى به لغرض آخر ومنع كون الإجمال غير لائق بكلامه تعالى مع كونه مما يتعلق به الغرض وإلّا لما وقع المشتبه في كلامه وقد أخبر في كتابه الكريم بوقوعه فيه قال الله تعالى : (فيه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات) وربما توهم وجوب وقوع الاشتراك في اللغات لأجل عدم تناهي المعاني وتناهي الألفاظ المركبات فلا بد من الاشتراك فيها (وهو فاسد) بوضوح امتناع الاشتراك في هذه المعاني لاستدعائه الأوضاع غير المتناهية ، ولو سلم لم يكد يجدي الا في مقدار متناه مضافا إلى تناهي المعاني الكلية ، وجزئياتها وان كانت غير متناهية إلّا أن وضع الألفاظ بإزاء كلياتها يغني عن وضع لفظ بإزائها كما لا يخفى ـ مع أن المجاز باب واسع فافهم.
______________________________________________________
(١) (قوله : لخفاء) تعليل للإخلال (٢) (قوله : كما توهم) لكن الوجدان يمنعه كما عرفت من الأمثلة (٣) (قوله : بلا طائل) هذا غير ظاهر إذ قد يقتضي المقام التطويل (٤) (قوله : والإجمال) معطوف على التطويل (٥) (قوله : وذلك لعدم) تعليل لقوله : ليس بمحال ، (٦) (قوله : وتناهي) تناهي الألفاظ ممنوع وتناهي الحروف لا يقتضي تناهي ما يتركب منها كما في الاعداد فكأن المراد تناهي ما يمكن أن يسهل معه الاستعمال (٧) (قوله : في هذه المعاني) يعني غير المتناهية (٨) (قوله : ولو سلم يعني لو سلم عدم اقتضائه الأوضاع غير المتناهية أو عدم استدعائه لذلك (٩) (قوله : مقدار متناه) لأنه محل الحاجة إلى الاستعمال فيلغو الوضع لغيره حتى يلزم الاشتراك (١٠) (قوله : واسع فافهم) لعله إشارة إلى دعوى عدم تيسر المناسبة المصححة للاستعمال في جميع المعاني ، والله سبحانه أعلم